اعتبر نقيب المنشدين السوريين الشيخ محمود الترميذي أن الإنشاد الديني بكافة أشكاله السياسي والدعوي والجهادي يشهد صحوة كبيرة منذ نكسة عام 1967م. ورفض الترميذي الشهير بشيخ المنشدين العرب اتهام الفضائيات الدينية بالمتاجرة بالدين، وكذلك اتهام المطربين بالاتجاه لهذا اللون من الغناء في شهر رمضان؛ لتحقيق الشهرة والمال، مشيرا إلى أن الأعمال بالنيات، وداعيا الجمهور للانتفاع بالإنشاد وعدم الانشغال بمثل هذه الأمور القلبية. وقال الشيخ محمود الترميذي -في حوار لصحيفة "الخبر" الجزائرية السبت 25 سبتمبر/أيلول 2010م-: "الإنشاد لم يعد كما كان عليه قديما؛ كان كلاسيكيا يهتم بالابتهالات فقط، وإنما بعد نكسة 1967م رأى الناس أنه لا مفرّ إلا إلى الله عز وجل، ولا ظافر ولا ناصر إلا الله، وليست الصواريخ المصرية التي كانت تدّعي آنذاك بأنها ستلقي إسرائيل في البحر". ويرجع شيخ المنشدين العرب الاهتمام بالمديح إلى صحوة دينية إسلامية، مضيفا "الناس جرّبت كل شيء ولم تجد أحسن من هذا الدين. والإنسان بطبعه يميل بالفطرة إلى التديّن ويبحث عن إله يعبده، في الإنشاد إرشاد وفضائل وقيم جمة لا يمكن إلا أن ينجذب إليها الفرد". واستطرد نقيب المنشدين السوريين بالقول: "كان الناس يعقدون آمالا كبيرة على تلك التصريحات، لكن انهزمت ثلاث دول أمام إسرائيل، بعد النكسة جاءت صحوة فن الإنشاد السياسي والدعوي والفكري والجهادي أيضا ضد اليهود". وردا على سؤال عن اتهام الفضائيات الدينية بالمتاجرة بهذا اللون من الفن قال: "استثمار الفضائيات في الأدعية والبرامج الدينية وحتى الأنشودة، يساهم في نشر ثقافة ووعي ديني والتعريف بمبادئ الإسلام، وقد استفاد عدد كبير من الناس". وتابع "يبقى الفرد مسؤول عما يريد أخذه من هذه القناة أو تلك، ولا يجب أن نبالي بغاية الفضائية من استعمال النشيد هل هو للانتفاع أو للمنفعة العامة". ورفض نقيب المنشدين السوريين الاتهامات التي توجه للمطربين باستغلال شهر رمضان بالاتجاه للإنشاد الديني لتحقيق المكاسب المادية، ورد قائلا: "إنما الأعمال بالنيات، وربنا لا ينظر إلى ظاهر العمل، بل إلى ما في القلب من نية. إذا كان هذا المغني في رمضان يبتغي الفضل بالحديث عن فضائل الصيام والإسلام وبإخلاص فله ثوابه، وإن كان يريد ركوب الموجة وربح شريحة كبرى من المستمعين المتدينين، فيجب أن يعلموا بأن الضحك على الله غير ممكن". وعن الصفات التي يجب أن يتحلّى بها المنشد أشار شيخ أولا جمال الصوت، وللأسف هناك بعضهم لا يستحقون أن يكونوا منشدين. فلو كان مرددا لكان أنفع له. شخصيا لا أتأخر في نصح بعض الطالبين مشورتي بالتخلّي عن الإنشاد والبحث عن هواية أخرى. ثانيا العلم بأصول الفن من مقامات ودرجات موسيقية، ثالثا عليه الاستعانة بملحن إذا أراد التلحين، رابعا معرفته الجيدة باللغة العربية حتى لا يلحن في كلامه، وهنا تبرز أهمية علم التجويد الذي يربي صاحبه على مخارج حروف سليمة، وللأسف أيضا كثير من المنشدين وحتى المغنين لا يفقهون شيئا في هذا العلم. وعن رأيه في الموسيقى من وجهة النظر الدينية قال: "هناك اختلاف وتعارض في الآراء حول الموضوع، منهم الرافض ومنهم القابل. شخصيا أميل إلى الرأي الثاني، وأستعمل باحترام الضوابط اللازمة؛ مثل الكلام الطيب وحسن المجلس.. علما أنني عازف على آلة العود التي تساعدني على ضبط ألحاني".