تمثل دوالي الخصية تضخماً في الأوردة المنوية حول الخصية والحبل المنوي في المنطقة الاربية نتيجة خلل في الصمام بين الوريد المنوي والوريد الكلوي الأيسر أو بين الوريد المنوي الأيمن والوريد الأجوف خلقة وتظهر عند حوالي 15% من المراهقين والرجال وقد تسبب العقم بنسبة 30% الى 40% نتيجة ارتفاع درجة الحرارة في الخصية. وقد نفى بعض الاخصائيين وجود أي تأثير للدوالي على الإنطاف والإنجاب واحتدم الجدل بينهم وبين الذين يعتقدون ان تلك الحالة من أبرز أسباب العقم عند الرجال. ومن أهم البراهين التي قدمها هذا الفريق أن تلك الحالة تشخص عند حوالي 30% و 40% من الرجال المصابين بالعقم الذكري وان ربط أو إقفال الدوالي يؤدي الى تحسين عدد وحركة والشكل الطبيعي للحيوانات المنوية بنسبة حوالي 65% والتوصل الى الحمل والإنجاب بمعدل 35% الى 55% وأن وجودها عند اليافعين قد يسبب ضمور الخصية وخلل الإنطاف وأنها قد تسبب نقصاً في مستوى هرمون الذكورة في الدم وان معالجتها عند المراهقين وحتى البالغين يؤدي عادة الى زيادة حجم الخصية ووضع حد لضمورها وان معظم حالات العقم الثانوي أي بعد فترة نجاح في الإنجاب، قد تعود الى وجود دوالي أثرت تدريجياً على القدرة الانطافية عند الرجل وانه حتى في حال غياب الحيوانات المنوية التام في السائل المنوي، فان ربط الدوالي قد يعيد ظهورها في بعض الحالات مع حصول الحمل او تنشيطها لدرجة عالية تساعد على احراز النتائج الجيدة في عملية تلقيح البويضات بالنطاف. تأثير هام على الانطاف وهنالك جدل اضافي بين الخبراء حول تأثير حجم الدوالي على الانطاف وهل من الضروري معالجة تلك الدوالي التي لا يمكن جسها بل تظهر في الاشعة فوق الصوتية. وقد برهنت عدة اختبارات أن لحجم الدوالي تأثيرا هاما على الانطاف وانه كلما زاد هذا الحجم كلما زاد الخلل الانطافي، وان أفضل النتائج بعد المعالجة تحرز في وجود دوالي متضخمة يمكن رؤيتها تحت جلد الصفن او جسها بسهولة بالاصابع وتشبه كيساً من الديدان. ويتم عادة تشخيص تلك الحالات بالفحص السريري والاعتماد على حجم الدوالي واحياناً الطلب من المريض أن يضغط باطنياً أو يسعل بشدة للتمكن من إبرازها وتشخيصها. وفي بعض الحالات اذا ما تعذر التشخيص السريري او لم يثبت فيمكن عندئذ استعمال الاشعة فوق الصوتية بالدوبلر على الخصية أو تصوير الأوردة المنوية لاثبات وجودها. وأما بالنسبة الى الدوالي التي لا يمكن جسها بل تظهر على الاشعة فوق الصوتية بالدوبلر وحسب فان الاعتقاد الطبي السائد بين الخبراء انها لا تستدعي المعالجة وان ربطها واقفالها بالقسطرة لا يعطي أية نتائج إيجابية في معظم تلك الحالات رغم ان بعض الاخصائيين لا يزالون مصرين على معالجتها جراحياً. لا يطبقون أي علاج واما حول التأثير التدريجي للدوالي على حجم الخصية والانطاف وانتاج الهرمون الذكري، أي التستوستيرون من خلايا ليدغ، فرغم اثباته عند اليافعين فإننا لا نملك أية براهين تؤكد ضررها عند البالغين من الرجال وضرورة معالجة الدوالي في غياب أي عقم ذكري عندهم للوقاية من تأثيره السلبي في المستقبل على قدرتهم الانطافية. فإن معظم الخبراء يتابعون هؤلاء الرجال بالفحص السريري والتحاليل المخبرية على السائل المنوي ولا يطبقون أي علاج إلا في حال حصول ضمور في الخصية او عقم ثانوي أو نقص في معدل هرمون الذكورة في الدم او آلام في الخصية. وخلاصة القول أن الدوالي التي تمثل تمدداً في الأوردة المنوية حول الخصية حالة خلقية شائعة تصيب حوالي 15% الى 30% من الرجال وتعتبر السبب الرئيسي للعقم لديهم نتيجة زيادتها درجة الحرارة داخل الخصية وتسببها نقصاً في هرمون الذكورة، التستوستيرون، وتأثيرها السلبي على الانطاف. انها تقسم عادة الى 3فئات حسب حجمها: 1الدوالي الكبيرة الحجم التي يمكن رؤيتها تحت جلد الصفن بسهولة. 2الدوالي ذات الحجم المعتدل او الكبير التي يمكن جسها بالاصابع. 3الدوالي التي لا يمكن جسها إلا إذا ما ضغط المريض بشدة أو سعل بقوة. واما بالنسبة الى الدوالي التي لا يمكن جسها والتي تظهر فقط في الأشعة فوق الصوتية بالدوبلر على الخصية أو بتصوير الأوردة المنوية فإن الاعتقاد الطبي السائد حالياً أنها لا تحتاج الى أية معالجة التي تفشل في معظم تلك الحالات. واما بالنسبة الى اليافعين فإن ضرورة معالجة الدوالي عندهم يعود الى تسببه ضمور الخصية التدريجي او الآلام او نقص في عدد الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها اذا ما أمكن القيام بتحليل السائل المنوي لديهم. والمعلوم أن حوالي 60% الى 70% من الرجال المصابين بالدوالي قادرون على الانطاف الطبيعي والانجاب بدون اية معالجة مما يشدد على الامتناع بالقيام المعالجة لكافة الرجال المصابين بتلك الحالة التي قد لا تؤثر احياناً على طاقتهم التناسلية.