يتركز هذا النوع من العقارات في العادة في المناطق التي تنشط فيها الحركة الاقتصادية والمعاملات المالية في وسط المدينة والتي تتصف بمبانيها ذات الشكل الداخلي المفرغ ليتسنى للمستأجر فيما بعد إجراء التقسيمات الداخلية وفقاً لرؤيته ومتطلبات عمله. شكلها الخارجي عبارة عن مبانٍ متعددة الطوابق وكبيرة الحجم لكننا نستطيع ان نميز فيها بين ثلاثة أنواع هي: أولها ما يمكن ان نسميه أبراج المكاتب وهي مبان كبيرة عالية الارتفاع جميلة التصميم يراعى في إنشائها الجودة والجاذبية والدقة. الثاني وهو الأكثر انتشاراً وهو عبارة عن مبان كبيرة ولكنها أصغر حجماً من النوع الأول وتقام عادة في أجزاء مختلفة من المدينة وعلى الطرق الرئيسة. أما النوع الأخير فهو عبارة عن مبان لم تكن مصممة أصلاً لتستخدم مكاتب لكنها حولت إلى هذا الاستخدام بعد إجراء الكثير من التعديلات عليها. وقبل الحديث عن طرق الاستثمار في مثل هذا النوع من العقار سوف أعدد أهم الأمور التي يجب على المستثمر مراعاتها وهي ضرورة مراعاة مظهر المبنى الداخلي والخارجي ونظام توزيع الكهرباء فيه ومعرفة المصاعد وحجم ونوعية الخدمات التي سيحصل عليها المستأجر كما يجب عليه التعرف على نوعية المستأجرين هل هم منشآت صغيرة أم كبيرة؟ وكفاءة الإدارة القائمة على المبنى من حيث صيانته ونظافته وتكلفة تشغيله. أما طرق الاستثمار في هذا النوع من العقار فهي نفسها التي تناولتها في موضوع الشقق السكنية ولا بأس من ذكرها هنا مرة أخرى للتذكير.. - الطريقة الأولى: شراء مبنى مخصص للمكاتب مكتمل البناء غير مؤجر أو مؤجر ثم عرضه للتأجير كاملاً أو جزء منه. - الطريقة الثانية: شراء مبنى مخصص للمكاتب مكتمل البناء غير مؤجر أو مؤجر ثم عرضه للتأجير كاملاً أو جزء منه. - الطريقة الثالثة: تكمن في المخاطر ببناء مبنى للمكاتب جديد مع توقع تأجيره وهنا على المستثمر بذل الكثير من الجهد في عمل الدراسات المتخصصة والدقيقة لجدوى المشروع. وكبقية العقارات الأخرى يتعرض عقار المكاتب للكثير من عوامل العرض والطلب التي تؤثر سلباً أو ايجاباً في قيمته السوقية ولنبدأ بذكر عوامل الطلب التي هي: - نظرة الشركات والمؤسسات لأشكال المكاتب والمباني التي تفضل العمل فيها فالمكاتب لم تعد مكاناً للأعمال فقط بل صارت مكاناً لجذب العملاء والموظفين معاً. - الحالة الاقتصادية العامة من رواج أو ركود: فانتعاش الحالة الاقتصادية يؤدي إلى نمو الشركات والمؤسسات التي بدورها تعمل على زيادة الطلب على مباني المكاتب. - مدى انتشار الأعمال ذات الطبيعة الخدمية وهذا بلا شك يولد ارتفاعاً في عدد موظفي المكاتب. - مقدار المساحة المحتاج إليها للاستخدام في مبنى المكاتب. - الموقع المناسب والتصميم الجذاب والخدمات المتوفرة وأهمية وسائل الاتصال والتقنية المتوفرة جميعها تؤدي إلى زيادة الطلب على هذا العقار أو ذاك. أما عوامل العرض فيمكننا ان نلخصها في النقاط التالية: - أسعار الأراضي الصالحة لإقامة مثل هذا النوع من العقار وأسعار مواد البناء وتكاليف الخدمات الهندسية والإنشائية ونحوها. - توقعات المستثمرين العقارية بشأن الوضع الاقتصادي العام وعائد الاستثمار في هذا النوع من العقار مقارنة بالأنواع الأخرى. - عدد الأفراد والمؤسسات الذين يهتمون ببناء عقار المكاتب والاستثمار فيه. فزيادة أعدادهم تؤثر سلباً في مستويات الايجار من ناحية قيمته السوقية. الأسبوع المقبل (عقارات الأسواق)