نجح فريق طبي سعودي برئاسة الدكتور سعد بن صالح العليان استشاري عظام ونائب رئيس قسم العظام بمستشفى القوات المسلحة بالرياض من إجراء عملية لإعادة الحركة لمريض يعاني من مرض الأنيميا المنجلية ظل طريح الفراش منذ تسع سنوات بسبب مضاعفات مرض الأنيميا المنجلية والتي أدت إلى تآكل والتحام العظام والمفاصل في الفقرات والحوض ومفصلي الوركين والركبتين فأصبح المريض من منطقة الرقبة إلى القدمين في حال تصلب تام لا يستطيع معها الحركة على الاطلاق لمدة تسع سنوات انقطع خلالها عن دراسته الجامعية بعد أن أصبح في وضع لا يستطيع معه الحركة نهائياً ولا القيام بحاجاته اليومية. ويشير الدكتور سعد العليان إلى أن هذه العملية المعقدة تعد الثانية على مستوى العالم قائلاً: ومن الحالات المرضية النادرة لشاب يبلغ من العمر (92) عاماً ولم يتم توثيق حالة مشابهة لها على مستوى العالم سوى حالة واحدة فقد سجلت قبل عشر سنوات في بلجيكا مع اختلاف في الفترة الزمنية حيث خضع المريض الأول في الأربع عمليات في أوقات متفاوتة استمرت لستة أشهر بينما العمليات التي أجريت لهذا الشاب تمت خلال عملية واحدة لتحرير الوركين واستبدالهما والعملية الثانية بعد شهر لتحرير الركبة واستبدالها بمفصل خاص وتعتبر عملية استبدال المفاصل في قسم جراحة العظام بالمستشفى هي الرائدة على مستوى المملكة والخليج وهذا الاستبدال التحفظي لمفصل الفخذ تقوم على استخدام تقنية تقشير رأس عظمة الفخذ واستبدال السطح المفصلي للورك بمعدن (كوبالت كروم) وتسمى أيضاً تلبس مفصل الورك وهي تقنية جديدة على مستوى العالم وتجرى في مستشفيات متخصصة فقط بهدف اعطاء فرصة أكثر للمريض للحركة وتسمح له بالجلوس وتحافظ على عظم الفخذ من التخلخل والتآكل وتسمح في المستقبل باجراء اعادة المفصل إذا احتاج المريض لذلك وبدون أي استهلاك للعظم. ونوه الدكتور سعد العليان نائب رئيس قسم العظام بالدعم الذي يحظى به قسم العظام بالمستشفى من القائمين على هذا الصرح الطبي وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون العسكرية حيث يحرصون حفظهم الله على رفع مستوى هذا القسم لتقديم الخدمة الأفضل للمرضى والمراجعين. ومن جانبه تحدث الشاب علي عسيري الذي أجريت له العملية واصفاً معاناته قائلاً: مع المرض طيلة التسع سنوات الماضية كنت بحالة يرثى لها تدهورت حالتي الصحية وأنا شاب في العشرين من عمري فاضطررت الى الانقطاع عن مواصلة دراستي الجامعية وأصبحت لا استطيع الحركة حتى (لقضاء الحاجة) فثلاثة أرباع جسدي يعتبر كتلة واحدة متلاحمة حتى الأرجل لا استطيع تحريكها أو فتحها أما الآن وبعد العمليات التي أجريت فقد تحسنت حالتي بكثير عن السابق ولله الحمد والمنة. وعبر الشاب علي العسيري عن عظيم شكره وامتنانه لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على ما وجده في مستشفى القوات المسلحة من إمكانيات متقدمة ساعدت بفضل الله في اعادة الأمل وروح الحياة إلى جسده. كما عبر العسيري عن شكره للفريق الطبي لقبول الحالة بعد أن رفضت عدة مرات من مستشفيات مختلفة على اعتبار أن الحالة ميؤوس منها ولا أمل في الشفاء إلا أنه وبحمد الله وفضله أجريت لي هذه العملية التي تغيرت فيها الآن حالتي بنسبة كبيرة جداً والأمل في الله ثم في المرحلة القادمة وهي مرحلة التأهيل والتي أتمنى أن تحقق في إحدى المراكز الطبية المتخصصة كما أن حالتي تحتاج إلى سيارة خاصة تمكن من التنقل ومحاولة ممارسة حياتي الطبيعية بعد حرمان دام تسع سنوات والحمد لله على كل حال.