سجل قسم العظام بمستشفى القوات المسلحة بالرياض انجاز طبي جديد حيث نجح فريق طبي سعودي برئاسة الدكتور سعد صالح العليان استشاري عظام ونائب رئيس قسم العظام بمستشفى القوات المسلحة بالرياض من اجراء عملية إعادة الحركة لمريض يعاني من مرض الأنيميا المنجلية ظل طريح الفراش لمدة تسع سنوات بسبب مضاعفات مرض الأنيميا المنجلية والتي أدت الى تآكل والتحام العظام والمفاصل في الفقرات والحوض ومفصلي الوركين والركبتين فأصبح المريض من منطقة الرقبة الى القدمين في حال تصلب تام لا يستطيع معها الحركة على الإطلاق لمدة تسع سنوات انقطع خلالها عن دراسته الجامعية بعد أن اصبح في وضع لا يستطيع معه الحركة نهائيا ولا القيام بحاجاته اليومية . ويشرح الدكتور سعد العليان تفاصيل هذه العملية المعقدة والتي تعد الثانية على مستوى العالم قائلا : هذه الحالة من الحالات المرضية لشاب يبلغ من العمر 29عام ولم يتم توثيق حالة مشابهة لها على مستوى العالم سوى حالة واحدة فقط سجلت قبل عشر سنوات في بلجيكا مع أختلاف في الفترة الزمنية حيث خضع المريض الأول لأربع عمليات في أوقات متفاوتة استمرت لستة أشهر بينما العمليات التي أجريت لهذا الشاب تمت خلال عملية واحدة لتحرير الوركين واستبدالهما والعملية الثانية بعد شهر لتحرير الركبة واستبدالها بمفصل خاص , وتعتبر عملية استبدال المفاصل في قسم جراحة العظام بالمستشفى الرائدة على مستوى المملكة والخليج . ومن جانبه تحدث الشاب على عسيري الذي أجريت له العملية واصفا معاناته مع المرض طيلة التسع سنوات قائلا : الحمد لله أولا على كل حال والحمد لله في غير الاحوال فقد كنت بحالة يرثى لها وأعاني الأمرين ويصعب الوصف الدقيق لحجم معاناتي والآلام التي كنت أعيشها في جسد لا يتحرك منه سوى النصف العلوي من الظهر فقط وبعد أن تدهورت حالتي الصحية وأنا شاب في العشرين من عمري فاضطررت الانقطاع عن مواصلة دراستي الجامعية وأصبحت لا أستطيع الحركة حتى لقضاء الحاجة , فثلاثة أرباع جسدي يعتبر كتلة واحدة متلاحمة حتى الأرجل لا أستطيع تحريكها أو فتحها , أما الآن وبعد العمليات التي أجريت فقد تحسنت حالتي بكثير عن السابق ولله الحمد والمنة . وعبر الشاب علي العسيري عن عظيم شكره وأمتنانه لصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيزعلى ما وجده في مستشفى القوات المسلحة من امكانيات متقدمة ساعدت بفضل الله من اعادة الأمل وروح الحياة الى جسدي بعد أن ظل سنوات عده حبيس الفراش لا يستطيع الحركة والتنقل الا بصعوبة بالغة ومن خلال سيارة اسعاف عند الضرورة ومراجعة المستشفيات على حاملة خاصة . كما عبر العسيري عن شكره للفريق الطبي لقبول الحاله بعد أن رفضت عدة مستشفيات على أعتبار أن الحالة ميؤس منها ولا أمل في الشفاء ألا أنه وبحمد الله وفضله أن أجريت لي هذه العملية التي تغيرت فيها الآن حالتي بنسبة كبيرة جدا . كما وجه علي العسيري رسالة الى المواطنين أصحاب القلوب الرحيمة في هذا البلد الطيب.. أنا أخوكم علي محمد العسيري أبلغ من العمر 30 سنه كنت سابقا قبل ثمان سنوات أستطيع المشي وكنت أدرس بجامعة الملك سعود بالرياض وفي عام 1421ه كنت في الإجازة الصيفية بابها وتعبت من أعراض فقر الدم الأنيميا المنجلية وأدخلت المستشفى المركزي في أبها وشخصوا الحالة بوجود ماء زائد في الركبتين وأدخلوا ابر تحت الصابونة لسحب الماء ولكن لم يخرج شيء ونتج عن ذلك تصلب في الركبتين وبعد فترة حولت على الرياض وأجروا لي عملية تنظيف الركب من الصديد والألتهاب وبعد بعدة أشهر تصلبت مفاصل الوركين وبقيت ثمان سنوات مابين البيت والمستشفى وما بين امكانية إجراء عملية أو لا إمكانية لاستبدال مفاصل صناعية . وقد عانيت طوال فترة الثمان سنوات وأنا طريح الفراش من زيادة الآم الأنيميا المنجلية وعانيت من صعوبة تنقلي مابين البيت والمستشفى لعدم توفر سيارة للوالد تنقلني للمستشفى. لقد كانت حالتي صعبة جدا ولا أستطيع أن أحرك يدي ورأسي وكنت أعاني من صعوبة قضاء الحاجة , وأيضا المنزل وصغر حجمه وأجوائه غير الصحية لأنه ضيق . ولكن الحمد لله وبفضل منه راجعت الدكتور سعد العليان وقد تم أجراء فحوصات مخبريه وأشعة وقد قام بأجراء عملية جراحية لاستبدال مفاصل الوركين واستطعت الجلوس وفتح أرجلي مما سمح لي بقضاء الحاجة جيدا وبعدها بشهر أجروا لي عملية استبدال ركبة صناعية يسرى والآن أستطيع حركتها قليلا وقريب إن شاء الله الركبة اليمنى والتأهيل الطبي لأرجع أمشى وأعيش كما يعيش أقراني بإذن الله. الآن أشعر أن الحياة رجعت لي ولو قليلا بعد أن استطعت الجلوس. وآمل من الله أن تكلل العملية القادمة بالنجاح وأعود للمشي من جديد وأعود لحياتي وأتوظف لأني أنقطعت عن دراستي الجامعية وأن أكون عائلة وأن أعيش كأفراد مجتمعي . الاحتياجات سيارة تنقلني كانسان معاق لأن الوالد لديه سيارة لا تحملني. السكن في منزل كبير يتلائم صحيا مع حالتي وتنقلي بالكرسي المتحرك أو المشي حيث أن المنزل شعبي وصغير. العلاج في إحد المراكز الطبية المتخصصة للتأهيل بمركز الأمير سلطان للخدمات الإنسانية. معاناتي بعد أن تعرضت للإعاقة أصبحت طريح الفراش لا أستطيع الحركة سوى يدي ورأسي طوال الثمان سنوات وقد انحرمت من أشياء كثيرة كالخروج مع أقراني وحضور المناسبات حتى أهلي عانوا كثيرا معي وأحرموا من الخروج لكي يكونوا حولي وعانيت من عدم وصولي لدورة المياه للاستحمام وقضاء الحاجة وأصبحت أقضي بصعوبة حاجتي حتى أني أجد صعوبة في التنظيف والاستحمام وتعبت نفسيا من حبيس بين أربع جدران في غرفة صغيرة غير صحية لا يتوفر فيها الأوكسجين الكافي مما يؤدي بنقص الأوكسجين وتكسر الدم وعندما تأتي نوبة الأنيميا المنجلية أجد صعوبة في نقلي الى المستشفى وتتأخر سيارة الإسعاف والهلال الأحمر والآن وبعد مراجعتي الدكتور سعد العليان وإجراء العملية أصبحت أستطيع الجلوس وقضاء الحاجة أحسن من قبل. وأتمنى من ولاة الأمر النظر لحالتي بعين الرأفة كوني أحد أفراد الوطن المعطاء حيث بعد هذه المعاناة وانقطاعي عن دراستي الجامعية وانقطاعي عن المجتمع أرجوا أن توفر لي سبل الراحة لتنقلي بسيارة خاصة ومنزل أو غرفة صحية وعلاج في مركز متقدم كمركز لأمير سلطان وأن أعود لأمارس حياتي الطبيعية وأعمل وسوف أقوم بخدمة وطني بعد أن توفر لي الوظيفة المناسبة. الدكتور سعد العليان المريض علي العسيري مع الدكتور سعد العليان