يأتي الصيف كالعادة، وتأتي معه الأمسيات الشعرية التي يبدأ الشعراء من أجلها السباق ليحظوا بالمشاركة بها. يبدأ التنظيم والتنسيق لهذه الأمسيات الشعرية، ويأخذ المنظمون أمكنتهم كالعادة وتسيدهم لعملية التنظيم الذي يدركها كل المتابعين لتلك الأمسيات وما يدور خلف كواليسها، التي باتت واضحة للكل من خلال عملية المحسوبيات والمجاملات المعتادة في عملية التنظيم.. الأمر هنا ليس بالمستغرب أو الجديد على ساحتنا الشعبية، بل أصبح شيئاً سائداً نشهده كل صيف، إذ أننا نفتقد المصداقية الحقيقية في تلك العملية التي من خلالها يتم إختيار الشعراء وتنظيم أمسياتهم الشعرية في مختلف محافل المناطق والبرامج الصيفية المختلفة. أصبحت تلك الأمسيات بين مطرقة الإعداد وسندان محسوبية المنظمين، فالإعداد من جهة لم يطرأ عليه أي تغيير، وكذلك المنظمون لم يطرأ عليهم أي جديد في عملية الاختيار وأصبح الوضع عائما كالمعتاد، حيث يتم الاختيار بناءً على تلك المحسوبيات والمجاملات التي أصبحت كما هي على حساب الجمهور الذي مازال يريد الجديد في تلك العملية. بالرعم من أن لدينا العدد الكبير من الشعراء المبدعين والرائعين الذين أستاعوا الوصول إلى قمة الإبداع في كتابة النص الشعري، إلا أننا ما زلنا نراهم مختفين تماماً أو بالأصح (مغيبين) تماماً كالعادة والسبب هنا يكمن في أولئك المنظمين الذين أخذوا على عاتقهم التعامل بالمحسوبيات والمجاملات في إختيار أصحابهم من الشعراء ليكونوا هم فرسان تلك الأمسيات الشعرية. في مواسم الإصطياف من كل عام، نجد السباق المحموم لتلك الأمسيات وكذلك المنظمين نجد الهالة الإعلامية التي تنشط مع بداية كل صيف عن تلك الأمسيات وتنظيمها هنا وهناك.. لذلك نجد إعلامنا الشعبي يشيد بالمنظمين ويمجد أعمالهم، وهنا تتضح رؤية العملية التي باتت لمن تسيدوا الإعلام الشعبي وأصحابهم من المنظمين لتلك الأمسيات. أصبحت العملية هنا على حساب الجمهور الذي إعتاد عليها في كل عام وفي كل صيف وأمسيات. ويبقى أن ننتظر الآن ماذا سيتم وماذا ستكون عليه أمسيات الصيف من خلال التنظيم، ويبقى كذلك الجمهور يترقب أخيراً. مات ظلي وانهمر دمع يسيل وصحت كلي لاوجود ولاسرور شاب ليلي وانحنى شيخ نحيل مات حلمه وانزرع هم يجور