جميل أن يُقدَّم لنا الشعر من خلال الأمسيات الشعرية تلك المشاعر الصادقة، وتلك الأحاسيس الرائعة، وتلك المعاني الهادفة، وتلك المفردات المشوقة النابعة من أعماق أبناء هذا الوطن الغالي الذين يعيشون على تراب أرضه الطاهرة التي شرفها الله - عز وجل - بخدمة الحرمين الشريفين والأراضي المقدسة.. فهذه البقعة الطاهرة ينعم سكانها بأمن وأمان، ورغد العيش، وبالمنجزات الحضارية العملاقة، ويتشرّف آباؤها بخدمة بيوتها المقدسة، وتاريخها المضيء.. لذلك لا غرابة أن يوقظ الشعر حب الوطن ويتغنى به الشعراء دائماً في جميع مناسباتهم وخاصة الأمسيات الشعرية. ونشعر بالسعادة عندما تُقام الأمسيات الشعرية هنا وهناك في مواقع متفرقة من مواقع ساحات الوطن حيث نستمتع بتلك الأمسيات التي يضيئها عدد من نجوم الإبداع بساحتنا الشعرية وترضي ذائقة كل متذوق ومحب للشعر، ومتعطش لسماع الفكر الواعي، وللكلمة العذبة، حيث يخرج المتلقي من تلك الأمسيات بحصيلة جميلة مستفيداً من خلاصة هذه الأشعار الرائعة التي يكسب من خلالها الشاعر الإعجاب من قبل جماهير الشعر وعشاقه. وبالرغم من كثرة شعراء الوطن إلا أننا نشاهد في بعض هذه الأمسيات تكرار الأسماء، وتقديم بعض القصائد التي لا تليق لا بالشعر ولا بأهل المناسبة، في تلك الأمسيات، ولا شك أن هذه الظاهرة قد تسيء للشاعر نفسه قبل كل شيء، ويجب انتقاء المواهب الشعرية الشابة خاصة المتمكنين وتقديمهم من خلال هذه الأمسيات، وعندما يُعلن عن أسماء الشعراء المشاركين في الأمسيات الشعرية لا أدري على أي أساس تم الاختيار!.. وهذا سؤال اسمعه يُردّد بين المهتمين بالشعر. ومع هذا فإننا ننتظر مع بداية إجازة صيف هذا العام إعادة النظر في تنظيم مثل هذه الأمسيات الشعرية، واختيار الشعراء المؤهلين لنجاح هذه الأمسيات، والبعد عن المجاملات، ووضع الضوابط الصحيحة حتى يسعد الجميع وتعم الفائدة. ونحمد الله فإنه لا يزال الشعر بخير ويحظى بمنزلة رفيعة خاصة من قبل شعرائه ومحبيه وعُشاقه والمهتمين به.. فإنه يوجد الكثير والعديد من الشعراء الحقيقيين المبدعين في بلدنا المعطاء الذين يوظفون كلمات الشعر فيما هو مفيد وقيّم، فتصبح أشعارهم بعد ذلك في قمة الجمال والروعة والتميز، ويطرب لهم الكثيرون من الناس.. وأكبر دليل على هذا الشيء هو تسابق القنوات الفضائية في الوقت الحالي على استضافة شعراء الوطن وإجراء الحوارات معهم، وهذا واقع ملموس ونشاهده باستمرار. أخيراً يقول الشاعر عبدالله حمَيْر الدوسري: إن كان نجر الشعر ما حمّس الراس بحسٍ على صوت القوافي ينادي يطرب له السامع ويجلا التعوماس ويصير مثل في حياة العبادي وإلا أحسبه حب طحن وسط مهراس ما له بقا يصبح سوات الرمادي