يتطلع جمهور الشعر الشعبي إلى الصيف ومابه من فعاليات، لعل من أهمها أمسيات الشعر التي تكثر في موسم الصيف في مختلف المناطق. وتظاهرة الشعر الثقافية تلك اعتاد عليها المتلقون خصوصاً عندما يتم الإعلان عنها من خلال إعلامنا الشعبي الذي يبدأ نشاطه لها منذ بدء موسم الصيف من كل عام. المهم هنا هو أمسيات الصيف الشعرية التي باتت حديث المجتمع الشعري من شعراء وجمهور وماهي تداعياتها وآلية إقامتها ومن يقوم باعدادها أو بمعني أشمل من هو الذي يقوم على تلك الأمسيات إعداداً وتنظيماً؟ من الملاحظ هنا أن العملية الإعدادية تلك لأمسيات الصيف لم تأخذ إلى الآن مسارها الصحيح وذلك من خلال مانراه من إشكاليات تعتريها كل عام ربما بسبب وجود بعض الأخطاء أو الخلل في آلية الإعداد التي تسبق تلك الأمسيات مما أدى الى هبوط في مستواها انعكس بالتالي على الجمهور والمتلقين. وعندما ننادي بإقامة مثل تلك الأمسيات وتلك التظاهرات الأدبية في مواسم الاصطياف، فإننا بذلك نريد قبل كل شيء فكرة صائبة وإعداداً ناجحاً لايخضع لاي من الاعتبارات التي يتبعها معدوها بالنمطية المعروفة كالحزبية والمحسوبية التي أصبحت ظاهرة للعيان. الصيف هنا يجب أن يفعل تفعيلاً راقياً يصل إلى روح المتلقي بكل مصداقية وبكل جديد، بل بالخروج عن ما ألفناه سنوياً من تسيد وفرضية وإجبار المتلقي على الأسماء الشعرية التي لم تتغير على الإطلاق كل عام، يجب أن نخرج إلى خارج نطاق التقليدية المعتادة في تلك الأمسيات وذلك من خلال الإعداد والاختيار بل يجب أن نبحث عن الجديد والمبدع من الأسماء الشعرية وليس تلك التي ألفها الجمهور في كل عام بل وليس تلك الأسماء التي ألفها أيضاً في كل صفحة شعبية في صحيفة ومجلة، وقد يقول البعض أين البديل لهولاء، وهنا نقول بأن البديل موجود وبكثرة لدينا فساحتنا الشعبية وبكل صدق تزخر بالعدبد من الشعراء المبدعين الذين استطاعوا الوصول إلى عالم الإبداع الشعري بما نقرأة لهم من قصائد رائعة، ولكن يبقي الدور على الفئة المنظمة لتلك الأمسيات الذي من المفترض أن يحسنوا الاختيار بعيداً عن ماألفوه. الهالة الإعلامية التي تسبق إقامة أمسيات الصيف هي أيضاً مألوفة لدينا ولدى الجمهور بأسمائها فهل سيأتي يوم تتغير فيه تلك الأسماء بأسماء أخرى..؟ الصيف قادم.. وأمسياته بدأ الإعلان لها.. ويبقي أن ننتظر ماذا سيكون فيها.