يأتي إعلان الشيخ الوليد الإبراهيم رئيس مجموعة الإم بي سي، عن عزم المجموعة التوجه لمصادر أخرى للدراما التلفزيونية، غير عربية بالضرورة، بعد المغالاة الكبيرة في الأسعار التي تشهدها سوق الدراما التلفزيونية العربية والمصرية خصوصاً، بمثابة جرس الإنذار للمنتجين العرب الذين أدمنوا ومنذ عقود البلادة في العمل. تمنيت أن ينطلق تحذير سمو الشيخ من قاعدة فنية بالإضافة إلى البعد التجاري المشروع الذي حمله كلامه. فمنذ زمن بعيد والمسلسلات المصرية على وجه الخصوص تدور في حلقة مفرغة وبمعادلة يكاد يحفظها جميع المشاهدين ، فنجم جماهيري مشهور ومستهلك منذ الثمانينيات، وقصة اجتماعية مفبركة لا تمت للواقع المعاش بصلة. مع شيء من الشخصيات الثانوية أو الساندة المنمطة، يتم مزج كل هذه المكونات في استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي التي تصور فيها أغلب المسلسلات المصرية حتى بدأت تتشابه علينا المشاهد وتختلط علينا الديكورات، وإخراجها بتصوير غير مفهوم يعتمد على تقريب الكاميرا المفاجئ لوجه الشخصية والانتقال بالصورة بين الشخصيات المتحدثة حتى يضمن المخرج أكبر قدر ممكن من الدوار للمشاهد!. ولكنني بعد كل هذا، لا ألوم الاإ بي سي ولا ألوم شركات سلق البيض الإنتاجي بالقدر الذي أوجه فيه اللوم وبشكل أساسي لك أنت عزيزي القارئ!. من واجبي وواجبك كمشاهدين أن نوصل أصواتنا إلى إدارات القنوات عبر بريد الكتروني لن يستغرق من وقتك دقيقة واحدة تعلن فيه أن البرنامج الفلاني أو المسلسل الفلاني سخيف ولا يستحق المشاهدة. تخيل ردة فعل القناة وهي تتلقى 100رسالة الكترونية من أصل مليون مشاهد يعلنون عدم رضاهم عما تعرضه القناة. شخصياً قمت بهذا الدور عدة مرات وراسلت عدداً من القنوات برأيي فيما يتم عرضه، وكم كنت أتمنى أن يشاركني الدور عشرات الأشخاص الذين ألتقيهم ويعلنون عدم رضاهم ولكنهم أصوات ضائعة ترفض أن يسمعها أحد!.