هذا سؤال كل مواطن ومقيم ولديه تأكيد أنه خارج السيطرة، أيا كان هذا المواطن أو المقيم موظفاً أو مستثمراً أو على باب الله، من يقرأ تصريحات مسؤولي مؤسسة النقد قبل أشهر لا تتجاوز الستة يؤكدون أنه التضخم تحت السيطرة، في سبتمر الماضي من العام الماضي 2007وفي يوم 13منه أصدرت مؤسسة النقد تصريحات كما يلي "التضخم تحت السيطرة وألمحت المؤسسة أنه قد يصل إلى 4بالمائة" وفي نفس اليوم وبجريدة (الرياض) صرح نائب محافظ مؤسسة النقد الدكتور محمد الجاسر في مؤتمر مصرفي في بومباي بالهند قال "إن معدل التضخم ليس شديد الارتفاع وأنه لا يمثل مشكلة خطيرة للمملكة أكبر مصدر للنفط" وأكد نائب المحافظ "أن العديد من الدول تتمنى أن يكون معدل التضخم لديها مماثلا للتضخم في السعودية" وتصريحات أخرى في يناير ومارس الماضي أكد محافظ مؤسسة النقد السعودي الاستاذ حمد السياري "أن التضخم سينخفض في النصف الثاني من العام الحالي 2008" ثم صرح المحافظ نفسه لجريدة الشرق الأوسط في 23أبريل الماضي "أنه لا يستبعد أن يصل التضخم إلى 10بالمائة قبل نهاية العام". هذه مقتطفات سريعة لبعض التصريحات لأهم مسؤولين في مؤسسة النقد السعودي (البنك المركزي) والتي هي بيدها السياسة النقدية والمالية للدولة. ولكن ماذا يحدث في الواقع ؟ في نهاية أبريل الماضي 2008وصل معدل التضخم إلى 10.50بالمائة وتكلفة المعيشة 115.2نقطة مرتفعا بمقدار 9.6نقاط مقارنة بالشهر الذي سبقه وهو مارس. أي وصلنا لمستوى 10.50قبل نهاية نصف السنة وليس نهاية العام كما توقع محافظ المؤسسة لدينا. والتضخم تسارع من سبتمبر الماضي لدينا من 4بالمائة إلى 10.50بالمائة حتى نهاية أبريل ولا نعرف ماذا حدث بمايو الحالي، أي ارتفاع التضخم بنسبة 162.50بالمائة من سبتمبر الماضي من 4بالمائة إلى 10.50بالمائة. هنا لن اناقش كثيرا التصريحات للمسؤولين الواضح أنها غير متناغمة أو تحاكي الواقع، فهل خرج التضخم من سيطرة مؤسسة النقد وأصبحت مثل المواطن متفرجة ؟ وهي التي تعاني الآن معاناة شديدة بين سيولة عالية وخفض للفائدة الأمريكية، وبين نمو سكاني كبير وضعف للدولار كبير فقد معه 27بالمائة من قيمته. الواضح أن مؤسسة النقد فقدت السيطرة بالقدرة على التنبؤ أو حتى العلاج للتضخم، وهو ذو السمة العالمية، واضح أننا (كمؤسسة نقد حكومية) لا تقرأ أو تحلل جيدا، ووصلنا لما وصلنا له فلا أتوقع الآن كثيرا من الدول تتمنى التضخم الذي لدينا كما صرح نائب المحافظ الآن، ولا أن نصل لمستوى 10.50بالمائة نهاية العام ونحن وصلنا لها قبل نهاية النصف الأول. التضخم حقيقي لدينا، ووسائل وأدوات الحل غير موجودة حقيقة، والمسؤول يطمئن عكس الواقع، يتوقع انحسار التضخم لكنه تفاجأ أنه ارتفاع 162.50بالمائة، إذاً ما الذي يحدث في مؤسسة النقد؟ نحتاج مكاشفة حقيقية بلا تجميل أو تهذيب لها، نريد كل شيء على السطح عن سبب التضخم الحقيقي وهو مكشوف على أي حال، ولكن لماذا يتم التطمين وكل شيء تحت السيطرة والواقع يقول انه ليس تحت السيطرة، سؤالي، هل يقصد السيطرة على التضخم حين يصل 15أو 20بالمائة يبدأ التوقف والانحسار له أم ماذا ؟ أتمنى من مؤسسة النقد وضوحا أكثر واحترافية أكثر ووضع الجميع بالصورة الكاملة بدلاً من جزء من الصورة. المخاطر كبيرة مستقبلا ولا رجعة لأسعار الماضي بأي صورة كانت وهذا واقع الاقتصاد العالمي، والتاجر ومن يعرف هذا العالم ومتغيراته يدرك ذلك من سنوات ويعرف ماذا سيكون بعد سنوات. اتمنى الكثير ولكن....