بعد فترة وجيزة من التحاقه بالعمل كشرطي، عثر آندي واتكينز على صبي في الثانية عشرة من العمر يتسكع في شوارع القرية بعد منتصف الليل فاتصل بوالديه، اللذين كانا يعتقدان أنه ذهب للنوم في منزل أحد أصدقائه، إلا أن الشرطي تمكن من إرجاعه إلى منزل الأسرة، ليواجه العقوبة التي يستحقها من والديه. وهكذا أصبح آندي الشرطي المسؤول عن إرجاع الأطفال المتسكعين إلى بيوتهم بقرية ستيرمنستر مارشال. وينفذ آندي واتكينز مشروع حظر تجول الصبيان بمساعدة أسرهم في قرية دورسيت لضمان بقاء الأطفال في بيوتهم في الأوقات المطلوبة. وأعد الشرطي آندي واتكينز ( 45عاماً)، قائمة بأسماء وعناوين كل الصبيان الذين تتراوح أعمارهم من 11إلى 17عاماً، وطلب من ذويهم توضيح الوقت المفروض أن يكونوا موجودين فيه ببيوتهم، وعندما يعثر على صبي خارج منزله في وقت متأخر من الليل يأخذه إلى ذويه. وهذا المشروع جزء من الإجراءات الخاصة بمكافحة التصرفات غير الاجتماعية للحد من تعاطي المسكرات ومنع المراهقين من مضايقة المسنين. ويأمل واتكينز، الذي يقتدي بوالده غراهام الذي كان يعمل في نفس الوظيفة في الستينات بقرية كوتسولدز، أن يمتد مشروعه ليشمل القرى المجاورة. ويقول "في شهر نوفمبر الماضي قابلت صبيا في الثانية عشرة من العمر في الساعة 50: 11مساءً. كان والداه يعتقدان أنه ينام في منزل أحد أصدقائه. فأرجعته إلى منزله ليجد العقوبة التي يستحقها. وبعد ذلك قابلت عددا قليلا جداً من الحالات المماثلة، وهم في الغالب صبيان يتعاطون المسكرات. وكانت هنالك شكاوى من فتيان يتسكعون في الشوارع ليلاً، ولا بد من فعل شيء ما لعلاج هذه المشكلة. عندما كنت صغيراً كان أبي يعمل شرطياً، وكان يعرف أسماء كل الفتيان الذين يعيشون في القرية. وكان يعرف الأوقات التي ينبغي أن يكونوا عندها في بيوتهم. فقمت بتطوير طريقته في مراقبة الصبيان". وشرع واتكينز، الذي يعمل في الشرطة منذ 26عاماً، وهو أب لبنت في الحادية عشرة من العمر، في تكوين جمعية لدعم الآباء في الشهر الماضي. وحتى الآن اشتركت 12أسرة في هذه الجمعية الطوعية. واستقبل عددا كبيرا من طلبات الأسر التي تود تسجيل أطفالها المراهقين ومع ذلك يرغب في المزيد من الأسر لدعم مشروعه لمراقبة المراهقين. وحتى الآن تمكن واتكينز من إرجاع ثلاثة مراهقين إلى منازلهم بعد عثوره عليهم في ساعات متأخرة، ويقول إنه لم يواجه أي مقاومة منهم. ويضيف "لا يعني تسجيل الأسرة لأطفالها أن هؤلاء الأطفال مشاغبون، فالتسجيل مجرد إجراء تحوطي. ويقوم الآباء بتعبئة نموذج يقدم معلومات عن الصبي أو الصبية تشمل العنوان والوقت المفترض لوجودهم في المنزل خلال أيام العمل وفي نهاية الأسبوع. وعندما أصادف صبيا خارج منزله بعد ساعات الحظر اتصل بوالديه لتبليغهما ثم أقوده إلى المنزل، وإذا كانت الأسرة ترغب في إرجاعه. تدفع الأسرة أجرة التاكسي، وإذا كانت ترغب في المجيء لأخذ طفلها فلها أن تفعل".