أحيا الشاعر الدكتور نايف الجهني على مسرح مركز الأمير سلطان الحضاري بتبوك أمسية شعرية بعد غياب لم يدم طويلاً عن جمهوره فمن أقاصي الشمال.. من ذاكرة الملح والزيتون (القريات) جاء الجهني محملاً بحروف الشعر وملامحه.. يقول دائماً في حواراته.. أنا لا أشبه إلا نفسي.. ولا أريد أن أكون ظلاً لأحد.. أكتب بطريقتي وبأسلوبي ولا يهمني بعد ذلك إلا أن أكون كما أنا.. اعتني بالصورة والتراكيب الجديدة وقد أثمرت تجربته تعدداً في أنواع الكتابة، فجاء نايف الجهني مع الشعر الحالم، وهو يزف لجمهوره بعد الغياب الطويل باقات تبوك الورد محملة لعبير الشعر الذي كتبه خلال صمته وطل عبر نافذة مهرجان تبوك في أمسيته الجديدة..وقد بدأ الأمسية بأبيات أصبحت طابعاً لكل انطلاقات أمسياته: مثل بدوي تنام بساعد ناره نروي نخيل المسافة غيمة حضوره مثل بدوي يموت ولا طعن جاره أعمى ولكن يشوف الناس بشعوره مثل بدوي يموت ولا طفت ناره جيت أتغنى وكف الشعر مبهوره ومن قصيدة (العولمة) التي تعالج بصورة غير نمطية بعض الحالات التي يعيشها العالم بفوران شعري ساخن: دق باب العولمة.. وابتل باب فيه من عطر الظما نفحة هبوب وانفتح للضي وأنفاس التراب من قبيلتنا صدى رمح كذوب ما سألنا ليه عالمنا ضباب دامنا شفنا من العتمة دروب لو تكفن في محاصيل اليباب كل طفل صار للمعنى هروب قلت أعيد صياغة الملح بصواب جمرتين وكف عاري ما يذوب قلت اشوفك في عرا مليون ناب طفلة يسكن ملامحها الغروب يا آخر اللي ما بقى منا وتاب لو ذنوب أيامنا تبقى ذنوب ومن قصيدة الحدود الشهيرة ومقاطعها الفلاشية والمكثفة ذات المضمون العميق والذي يحمل البعد الفلسفي: في الحدود.. تشعر أن الأرض باب وقفلها مع هالجنود!! في الحدود متهم حتى تغادر ومنهزم حتى تعود.. وفي نص جديد لم يكن نايف على عادته حين امتطى صهوة الكلمة الأنيقة وجرد سيفه من صمت الشع منشداً جديدة ليفوح العطر: هذا أنا شاعر يقولون واختال راس الفخر يلبس عقالي شمالي احب اغرد مع سما العشق وانثال واحب اكون بعين ربعي مثالي شفني من اكثر ما تعلمت رجال وشفني من اجمل ما تمنيت خالي وان صوبتني طعنة الرمح ما سال في داخلي غير الحنين الشمالي!! ومن قصيدة شمس وظل اختار لوحة طبيعية تتشكل فيها المعاني التي تختصر العلاقة بين الإنسان وواقعه وطرحه لأسئلة مستمرة: اختار بعض الوجوه وبعضها أمحاها ما ودي أخذل طموحي من تداعيها ماكل غيمة تشيل الغيث جواها ولا كل ورده سكنها العطر باغيها اسماء تكبر ويصغر فيك معناها وأسماء لو هي صغيرة حيل تغليها.. هذا وتخللت قصائد الجهني مداخلات من الجمهور والإعلاميين الذين حضروا الأمسية وفي سؤال وجه للشاعر الجهني عن رأيه في المسابقات الشعرية التي تنتشر حالياً علق الجهني قائلاً: ان هذه المسابقات الشعرية أشبه ما تكون بسباقات الهجن وعن مدى قبوله في الاشتراك في لجان التحكيم قال الجهني سبق وأن عرض عليه أن يكون عضواً في لجنة تحكيم في إحدى مسابقات الشعر، إلا أنه رفض ذلك معللاً سبب رفضه بأنه لا يرضى أن يكون مرقماً للهجن؟! ومن جانب آخر كشف الشاعر الجهني عن قرب صدور الجزء الثاني من رواية الحدود التي لاقى الجزء الأول منها إعجاب القراء والمهتمين في جانب الرواية والقصة.. هذا وفي ختام الحفل كرمت اللجنة المنظمة لمهرجان ربيع تبوك الشاعر نايف الجهني حيث قدم له درع تذكاري.