تعرضت تكساس لغزو مكثف شنته أسراب كبيرة من النمل التي جاءت من حيث لا يدري أحد على وجه الدقة والتحديد. وتكن هذه الجموع المهولة من النمل حباً خاصاً لأجهزة الحاسب الآلي والأجهزة الإلكترونية وأغلب المنتجات الحديثة. ففي ظاهرة حيرت العلماء، بدا أن ذلك النمل يستهويه ما يصدر عن تلك الاجهزة من حرارة او مجال مغنطيسي او صوت هسيس وذبذبات. بيد أن النمل لا يكتفي بالتجمع حول الأجهزة وإنما يسعى إلى تدميرها بقطع الدوائر الكهربائية وإحداث انسداد في المصافي و المرشحات والأنابيب فضلاً عن إيقاف الأجزاء المتحركة. وقد أدى النمل إلى إيقاف أجهزة الإنذار ضد الحريق وعدادات الغاز المحلية ومحطات الضخ في شبكات الصرف الصحي. وقد امتد نطاق الحيرة ليشمل وكالة الفضاء الأمريكية - ناسا - التي بدا المسؤولون بها في غاية الانزعاج والخوف من أن تزحف جموع هذا النمل ذي اللون البني المائل إلى الحمرة والذي يقل طول رأسه عن ثمن البوصة فيتوجه صوب مركز أبحاث الفضاء في هاوستون. وكان العلماء الروس في غاية الاهتمام بالأمر حتى إنهم أجروا اتصالات هاتفية مع نظرائهم الأمريكيين للتأكد من أن المحطة الفضائية العالمية في مأمن من الخطر. وأطلق على النمل مسمى النمل "المجنون" لأنها تتخذ كل اتجاه وتسير اينما اتفق، وذلك خلافاً لما دأب عليه النمل الآخر الذي يتخذ مسارات مقصودة ويسير في صف واحد. وكان توم راسبيري، اخصائي إبادة الحشرات، قد مر في بادئ الأمر عبر عدة مئات من النمل في عام 2002م. أما اليوم، فهي بملايين الخلايا التي تنتشر لحوالي نصف ميل في العام. وهي تقتات على حشرات مفيدة مثل الخنفساء الصغيرة مرقطة الجناحين وصغار الطيهوج كما أنها تعض الإنسان عضاً مؤلماً. ويبدو حتى الآن أن هذه الجموع من النمل لا يمكن القضاء عليها، حيث ان أفضل المبيدات لم تحدث فيها أثراً. وعندما يتمكن منتج ما من قتل أحدها، فإن بقية النمل يتكدس حول النملة الميتة على هيئة جسر فوقها ويبدو أنه يبني مناعة ضد هذا المنتج قبل اسخدامه مرة اخرى. ويطلق العلماء في جامعة إيه آند إم في تكساس على هذا النمل مسمى "نمل ولا كل النمل" ويعتقدون ان اقرب فصيلة منه هي تلك التي وجد في كولومبيا والكاريبي وفلوريدا. ومن المحتمل ان تكون قد وصلت إلى تكساس على متن باخرة رست على ميناء هاوستون.