في مقال إرهاب نسائي اعترض بعض القراء سواء عبر منتدى الكتاب لجريدة "الرياض" أو بعد نشر المقال في غير موقع وخاصة موقع "العربية نت".. شاركني الكثير من القراء في رفض السلوك.. واعترض الكثير من القراء على الكيل بمكيالين في تقييم السلوك الانحرافي.. وحقيقة أتفق معهم تماماً ان الخطأ يظل خطأ وأن شرع الله أساساً قنن العقوبات دون تمييز لجنس أو آخر.. ربما خضعتُ في ما كتبتُ للعرف الاجتماعي.. وربما لنظرتي لأهمية دور المرأة في الأسرة خاصة الأم التي تمثل الجدار الاقوى لحفظ الاسرة وتماسك بنائها قيمياً على وجه الخصوص.. لايمكن انكار أهمية دور الرجل في الحفاظ على منظومة القيم داخل الأسرة ولكن المرأة تظل الجدار الأخير والأخطر.. ذلك واقع يثبته المشهد الاجتماعي في كل مكان من العالم وليس في بلادنا فقط.. أحترم كثيراً ذلك الاعتراض بل وأؤكد عليه.. نعم الخطأ من الرجل كان أو من المرأة لابد من رفضه دون جدال أو نقاش.. وبالتالي لابد من رفض فكرة امكانية التعايش مع الخطأ حين يرتكبه رجل وهي نقطة الاعتراض عند الكثير من القراء رجالاً ونساء ولأن الاعتراف بالحق فضيلة فإنني اتفق معهم مع ملاحظة أن فكرة التعايش ليست سلبية وحسب بل ربما تكون سبباً في اتساع قاعدة الخطأ إلى أن يصل للعمق.. لعل اتفاقنا كمجتمع على رفض الخطأ أياً كان نوع مرتكبه من شأنه إصلاح منظومة القيم في المجتمع. قد يكون للعرف الاجتماعي سلطان اقوى من سلطان الدين كما أكد ذلك سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. ولكن ذلك الخضوع لايكون بقبول الخطأ لأن مرتكبه رجل وإنكاره لأن مرتكبه سيدة.. أشكر للقارئ رفضه فكرة التعايش مع الخطأ، واشكر له تأكيده على أن مجتمعنا بفضل الله يملك مساحة من الوعي والنضج إلى درجة أن رفض التعايش لم يأت من النساء فقط بل كان الصوت الاقوى للرجل الذي أكد على حتمية العقاب للرجل وللمرأة على حد سواء.. واتفاقي مع الأخوة والأخوات القراء يتفق مع قناعتي بأن على الكاتب اليوم أن يكون أكثر قوة في المشاركة في عملية التغير الاجتماعي.. بحيث لا نرفض ونقبل تلك التحولات تحت ضغط العرف الاجتماعي وإن كان خاطئاً واحياناً لا يتفق مع الدين اساساً كما في الكيل بمكيالين في حالة السلوك المنحرف.. إن لم يستطع الكاتب أن يتحرر من ضغط العرف الاجتماعي وضغط بعض العادات والتقاليد السلبية فإنه يخون أمانة الكلمة التي لا ترتكز في موضوعيتها على التعاطف مع جنس دون آخر أو موقف دون آخر، قدر الخضوع للموضوعية المرتكزة على ثوابت دينه أولاً ثم المسؤولية الاجتماعية ثانياً بكل تفاصيلها.. شكراً لمن ناصر الحق دون انحياز للنوع.