هل عدمت وسائل الدفاع ؟ وهل أصبح الدفاع مرتعاً خصباً لتصفية الحسابات مع أطراف خارج اللعبة ؟ كاتبة مغربية تتهم نساء الخليج بإقامة علاقات مع السائقين والعمال مدافعةً في الوقت نفسه عن بنات وطنها . كان ذلك الهجوم من الكاتبة رداً على كاتب اتهم فيه بعض المغربيات بالبحث عن الأبناء من غير آباء . نترك لكم حرية الحكم بعد قراءة كلا المقالين : مقال الكاتبة المغربية : يريدها بكراً عند قراءتي موضوع يردن ابن بدون اب ( النادلات ) الذى نعت المرأة المغربية بكل قبيح أحسست وكأنني أمام إنسان شرقي من الخليج العربي أو حتى إنسان مغاربي من إحدى دول المغرب العربي المجاورة لا يعرف عن المرأة المغربية سوى كل ماله علاقة بالجنس ، وكأن حياة هذه المرأة في بلادنا قد انحصرت في ذلك . حتى باتت المغربية في كل المشرق العربي بل وحتى بعض الدول الغربية ( إيطاليا ، فرنسااسبانيا ، فرنسا ) مرادفا صريحا للدعارة والانحلال الخلقي ، ومجالا خصبا لتأليف أغرب وأقذر روايات الجنس التي قد يجود بها خيال إنسان عربي مريض كان الجنس همه وغايته في الحياة . لكنني والصراحة تقال رغم كل ما سمعته خلال إقامتي الطويلة بالمشرق العربي من نعوت جاهزة عن المرأة المغربية لم أسمع شرقيا أو شرقية قد وصلت به الجرأة إلى ما وصلت إليه عند الأخ المسكاوي(قد ترغب المرأة المغربية في ابن لها بدون أبوة) إذا كان هذا هو رأي الرجل المغربي في أمه وأخته وابنته وابنة عمه وابنة خاله وهو الذي يعيش إلى جانبها لحظة بلحظة فلا غرابة أن نسمع ما نسمع من أفواه رجال ونساء المشرق أو حتى دول المغرب العربي الغير بعيدة ! والسؤال الذي أريد أن أطرحه هو مادامت هذه المرأة المغربية قد فقدت كل معاني الطهر والعفة والعفاف حسب رأي الأخ المسكاوي في مقاله فلماذا لا يزال الرجل المغربي يلح على أن يتزوجها بكرا ؟؟!!ما هذا التناقض الغريب إذن ؟؟!! أم هو مجرد تعطش للدماء وبربرية مستترة في هذا الرجل ؟؟!! أو ليست البكارة مقياسا في ثقافتنا للطهر والعفة ؟؟كيف يرضى باستعمالها مقياسا لاختيار الزوجة وهو متأكد تمام التأكد أن النساء المغربيات كلهن يمارسن الجنس بل ويجدن مجالا لإ طفاء شهواتهن متى شئن أكثر من الرجل ( حسب تعبيره )؟؟!! هل هذه سذاجة أم غباء ؟؟!!أم موافقة ضمنية من الرجل على أي ممارسة جنسية تقوم بها المرأة حتى ولو كانت مما تأباه الفطرة البشرية السليمة شرط الحفاظ على غشاء البكارة !!؟؟ ولتنعم البغي ببغائها ولتنغمس المومس في شهواتها مادامت تحافظ على بكارتها ومادام هنالك رجل غبي مستعد أن يتزوجها مقابل ذلك !! وحتى من لم تستطع المحافظة على هذه البكارة فعملية ترقيع بسيطة عند أي دكتور نساء منعدم الضمير قد لا تكلف شيئا وربما تدبر الفتاة ثمنها من قيمة مهرها الذي يدفعه ذلك الرجل الغبي كافية لتخرس ذاك التعطش البربري للدماء !! ولتنل كل من لم تستطع الحفاظ على هذا الغشاء الحكم بالإعدام مقابل زلة ارتكبتها في لحظة ضعف بشري واردة ليست وحدها كافية لأن نصدر من خلالها حكما على حياة كاملة لهذه الإنسانة .!!! ولمن يبحث فعلا عن امرأة عفيفة ، نذكره إن كان يحتاج إلى تذكير أنها لا تنحصر في غشاء بكارة !!! فالمرأة العفيفة هي تلك التي لا تؤمن بأي علاقة جنسية سواء كانت كاملة أو غير كاملة إلا في إطار الزواج الشرعي . والعذرية عندها قيمة دينية أدبية أخلاقية قبل أن تكون صورة مادية أو مجرد غشاء بكارة تحافظ عليه من أجل ليلة حتمية ستساءل فيها عنها أمام الزوج والأهل . والزنا عند المرأة العفيفة هي زنا القلب والعين والأذن واللسان قبل أن تكون زنا الفرج . والعفةعندها استشعار لوجود الرقيب حتى عند الخلوات . والعذرية عند المرأة العفيفة أسلوب حياة كامل منذ سنوات الطفولة إلى نهاية العمر تنهجه الأنثى في تعاملها مع الرجل . وإن هنالك من السيدات المتزوجات من يجوز نعتهن بالعذارى لما يحملنه من سمو ورقي في علاقتهن بالرجل . ثم أو ليس من المنطقي أن من ينشد العفة في شريكته عليه أن يكون هو أولا عفيفا . أو لم يقل الله في محكم كتابه: الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات !!. أو لم يقل رسوله الكريم :عفوا تعف نساؤكم !! إن العلاقة الجنسية الطبيعية هي ممارسة تحتاج إلى رجل وامرأة وإذا ما غابت العفة في أحد هاذين الطرفين كان من الطبيعي أن يستدرج الآخر . فالرجل الذي يمنح نفسه فخر المغامرات النسائية هو أول من يساهم في غياب العفة عند النساء ثم يأتي بعد ذلك ليلقي خطبه البائسة التي تنعي العفة وتترحم عليها !!!!! وإذا أصبح الرجل يفتقد العفة في المرأة المغربية اليوم فإن العفة قد افتقدت في الرجل منذ زمن طويل في مجتمعاتنا العربية الإسلامية . والرجل العفيف بكل ما تحمله الكلمة من معنى بات نكتة تتناولها الألسنة . وتعدد المغامرات النسائية في مجتمعات الرجال في بلادنا العربية هو عند الرجل مفخرة وتأكيد على الفحولة. ولمن يشير بأصبع الاتهام إلى المرأة المغربية ، عليه أن يبدأ أول ما يبدأ بالإشارة إلى المرأة في مجتمعه .فحتى تلك النساء اللائي يقال أنهن من مجتمعات بين قوسين محافظة ويختفين وراء نقاب وعباية سوداء فضفاضة فرضتها عليهن العادات والتقاليد، أو داخل قصور فخمة هي على فخامتها أشبه بالسجون الانفرادية ،هن أيضا قد تنقصهن العفة إذا ما طبقنا المقاييس الحقيقية للعفة .غير أن المظاهر والأسباب قد تختلف . ربما قد تكون عند بعض المغربيات الفقر والحاجة في حين تكون عند تلك النساء الغنى الفاحش والفراغ القاتل !!!وربما قد تمارس المغربية الفاحشة مع خليجي ثري أو حتى مدع للثراء يأخذ قروضا سنوية من البنوك ينفقها على نزواته .في حين تمارس الأخريات الفاحشة مع السائق الهندي أو الباكستاني أو البنغالي في الوقت الذي يقضي فيه الأب أو الزوج الليالي الحمراء والسهرات الملاح في أكبر فنادق الدارالبيضاء أو مراكش . أوفي أرقى مناطقها السكنية أو في أجمل الشاليهات التي صممتها يد معماري مغربي على شواطىء المحيط أو البحر الأبيض المتوسط . إن البغاء مهنة قديمة قدم الرجل والمرأة والدعارة موجودة في كل المجتمعات . والمغربيات لسن كلهن بواغي ولسن كلهن نساء جشعات بائعات للهوى أعمى عيونهن الطمع . المغربيات هن أكثر نساء العرب كدحا وهما، وإن منهن من لكثرة كدحها وهمها قد فقدت حتى الرغبة في الجنس وهي لم تبلغ بعد سن اليأس . وبالتعبير الفقهي . إن الكثير منهن هن نساء غافلات محصنات يقذفن بهتانا وزورا . وإذا كان وجود نساء مغربيات يعملن بالدعارة شيئا مخجلا، فإن الشيء المخجل أكثر من ذلك هو أننا نحن من لم نستطع حمايتهن آمنة عزقور - صحيفة هسبريس المغربية المقال المتسبب في رد الكاتبة المغربية : يردن ابن بدون أب إن كل ما ينجم بين الناس مما ليس ظاهرا مسبوقا هو ظاهرة واكتساح النادلات للمقاهي لم يكن معهودا بهذا الشكل من قبل فهو ظاهرة بهذا المعنى، وينبغي ربط المسألة بالواقع الإجتماعي الذي يضطر الشابات – في العشرينات غالبا- إلى العمل نادلات في المقاهي كما ينبغي ربطه بالمناخ المتعفن الذي أوجدته الرأسمالية والذي تشكل من خلاله إنسان لا يهمه سوى الإستهلاك والشهوة غاية لاتهم الوسيلة إليه ، هذه الرأسمالية الذي فتحت في وجهه مجالا للإختيار الإجباري أو لنقل خدعته بحرية هي في الحقيقة حرية الإستعباد ! ولنربط هذا أيضا بالتدهور والتغير الحاصل في علاقة الجنسين ، ثم نطرح تساؤلا وهو : هل عمل فتيات نادلات هو العمل المقصود بعينه أم هو عمل يخفي ممارسة أخرى نتيجة للفساد الذي اعترى علاقة الزوجين والذي أسهمت فيه حبوب منع الحمل والعوازل الطبية ؟ ليست المقاهي وحدها المكتسحة من قبل جنس الإناث ، بل المحلات التجارية والمخادع الهاتفية ومقاهي الأنترنت والحانات والعلب الليلية كما يعلم الجميع ، وهن مساعدات لأطباء الأسنان وفي العيادات ، لنقل باختصار إن الإناث تمترسن بشكل غير مسبوق أيضا في طريق الشباب للحصول على عمل بسيط ، فالمقدم هو الأنثى لا الذكر ! وهذه ظاهرة كذلك..وفي الحقيقة ثمة سبب أخلاقي لهذا نتحدث عنه بين قوسين وهو أن الإناث أكثر أمانة وجدية من الذكور في الغالب والذكر لم يعد ذلك الشاب الشهم ذو المروءة والشجاع بل تشكل مخلوقا رخويا يخشى من طيشه، وليس خافيا كما تبين حتى نتائج الإمتحانات أن الإناث أصبحن أكثر جدية لأن الذكور محاصرون وأمامهم تحديات ليست أمام الإناث وأقواها وأعتاها تحدي الشهوة الجنسية التي استحكمت في الذكور بشكل غير معهود وهذه ظاهرة أخرى واقعية ونفسية - ولنا في التحرشات الجنسية لمن يفترض فيهم تربية الأجيال خير مثال لكن مع وضع المنظومة التربوية بين مزدوجتين- وفي الإناث أيضا لكن يتيسر لهن إطفاؤها مع من شئن عكس الذكر الذي لا يتيسر له ذلك إلا بالدفع للقهرمان ! كل هذا نتاج الوسط الإجتماعي الذي سلم قياده لما قوض الأخلاق والقيم الأصيلة، ولا فرق بين مغربية وإسرائيلية أو أمريكية في هذا الإعتبار بصفة عامة، وسبق أن قلت إنه جرى تنميط المرأة في العالم على شاكلة المرأة الأمريكية التي يحكمها تصور فمنزمي متمركز حول الأنثى وهو تصور لا يعير أي اهتمام للأخلاق والأسرة والمجتمع بل لا يرى في الذكر سوى وحشا ينبغي استغلاله والقضاء عليه دون أي اعتبار لإنعكاس هذا التصور على بنية المجتمع وهو تصور انتظم في شكل جمعيات وحركات نسوية ، وفي هذا تستغل المرأة جاذبيتها الجنسية لقضاء مآربها ! وقد سبق أن اطلعت على مؤلف لمجموعة من الباحثين الأمريكيين يعزون فيه تفاقم الإجرام والمخدرات والأمراض النفسية للمرأة الإباحية وثقافة "البلاي بوي" التي خرمت أساس المجتمع ليس هذا مقام الكلام فيه. إن عمل المرأة نادلة في المقهى ليس عملا مثاليا أو يجري سعي الطموح إليه ، فلسنا بحاجة أن نؤكد تأسيسا على ما سبق أن المرأة المغربية الشابة ترفض فكرة الخدمة أو العمل لشخص ما بما يشبه العمل المنزلي إلا اضطرارا ! لعل الإشهار الذي يظهر فيه ممثل مغربي يشاهد التلفاز وزوجته تحضر له اليوغورت ثم تشترط عليه غسل الأواني يجلي هذه الفكرة،إن العلاقة الإنسانية التي تجمع الذكر بالأنثى ذات المرجعية المشتركة مضمحلة فالأنثى هي مرجعية ذاتها..ثم إن المرأة في هذا العمل مهينة بالرخص والإبتذال..متى علمنا أيضا أن الحركة النسوية بأدبياتها والرعاية السياسية لها أثرت في الوعي العام للمرأة المغربية هذه الحركة التي لم تأت إلا لتحطيم النظام الأسري التقليدي المغربي وخلق صراع بين الذكر والأنثى في ظل انحسار ثقافة "وجعل بينهم مودة ورحمة" والقيم الإسلامية الأصيلة واقعا متحققا لإحلال نظام أسري حداثي قطع علاقته بالأخلاق..إن أرباب المقاهي ليسوا أناسا سذجا بل يدركون أن السعار الجنسي في المجتمع المغربي شواظ من نار ! لذا يعمدون لتشغيل الإناث وقد يفرضون عليهن مواصفات معينة في اللباس والسلوك..ثم إن النادلة الداعرة قد تستغل المقهى للتواعد والتفاوض مع الراغبين فيها ، فلا غرو أن تجد المقاهي التي يعملن بها مكدسة بالرجال والأخرى بجانبها يعمل فيها الشباب خاوية على عروشها ! إن المسألة مرتبطة بالسعار الجنسي لدى الذكور واستغلاله من قبل أرباب المقاهي بما يدر الأرباح ويمكن النادلات من ترويج تجارتهن. قد يعزو البعض خروج الشابة للعمل مكرهة إلى العنوسة وغياب فتى الأحلام الذي سيكفيها وعثاء الكد وطلب الرزق ، لكن اليوم أصبح العمل هو أول أمنية للمرأة وليس الزواج متى فهمنا أن المدنية المنفصلة عن الأخلاق الموصولة بأفكار تحارب الإنسانية أفرزت هذا الوضع حيث تطالب النساء بالمساواة مع الرجل في كل شيء بما في ذلك العمل والحصول على أجر وحتى في المغامرات الجنسية ومن هنا نفهم فكرة كون الأنثى مرجعية ذاتها ضربا للحياء والأمومة والأسرة عرض الحائط لأنه أمر عبثي يثير السخرية ! فلا يخفى أن من الشابات المغربيات من يمقتن الإرتباط برجل بعقد زواج ويفضلن الإرتباط به خارجه وحبوب منع الحمل متوفرة مشجعة فلم تعد الصلة الجنسية تشترط الزواج - لا بل قد ترغب المرأة المغربية في ابن لها دون أبوة بما فتحه لها القانون وبإمكانها أن تعطيه أي لقب دون تقيد بشروط النسب تقليدا للواقع الحداثي الغربي الذي مكن الأم من أن تختار لولدها أي اسم دون تقيد بضوابط النسب ويمكن إلحاقه بأي شخص يقع عليه الإختيار بل وتغيير نسبه كما تريد مرات عديدة، والأدهى من ذلك أن بإمكان الأم أن ترفع نسب الأب الحقيقي عن الطفل إن لم تكن تريده وتلحقه بمن تريد! أما المرأة العفيفة والمستحيية فلم يعد لها وجود عموما، لأن حياة المدنية تقدم كل باعث على الجنس المحرم بما يسهل أداءه بالقدر الذي تفضي إلى كل مثبط عن الزواج مع كون كبح الرغبة الجنسية أمرا عسيرا وغير "طبيعي" بما تقدمه وسائل الإعلام والأنترنت، حتى لقد اشتهرت مقولة لدى الشباب المغربي لا يليق إيرادها ها هنا تقال في سياق تعبير شاب عن رغبته في الزواج بفتاة صالحة ذات عفة وحياء فيسخر منه أصحابه مرددين تلكم المقولة تعبيرا عن فكرة اضمحلال الحياء والعفة بين المغربيات بصفة عامة ! - فأين ذلك الزوج الذي بإمكانه تلبية كل رغبات الزوجة المتكاثرة بما فتحته لها الرأسمالية الجشعة والإعلام المنمط الغير المنضبط ، تبحث عنه بين المغاربة فلا تجد ثم تسعى للخليجيين أو الأوربيين ذوي الأموال القادرين على توفير ما تلذ به من شهوات، والمعنى أن الزواج إن وجد ليس إلا عقدا تجاريا مدنيا يوقع التزامات وحقوقا على أطرافه مفصول عن كل خلق أصيل عرفه المجتمع المغربي التقليدي ! وإذا أعوزها إيجاده تسعى للدعارة المعلنة أو المخفية والمتوارية خلف عمل بسيط يكون جنس الذكور زبناءه وهو في المقاهي والحانات والعلب الليلية غالبا.فإذن وجود نادلات وخروج المرأة للعمل الداني بما يجعلها مبتذلة رخيصة ينبغي ربطه بالسياق العام والظرفية الإقتصادية والإجتماعية الراهنة ولا ينبغي التعامل معها بتجزيئية حفيظ المسكاوي - صحيفة هسبريس المغربية فيما كتب كاتب آخر عن أمنية ليحافظ على سمعة نساء المغرب : المرأة يجب أن تنتظر حلاً من السماء سمعة المرأة المغربية في الحضيض هذا ما استنتجته خلال ترحالي و تجوالي في بلاد العرب. بحكم إقامتي خارج المغرب بمجرد ما يبدأ الحديث حول المرأة و مشاكلها في منطقتنا أجد نفسي كرجل مغربي مضطرا للدفاع عن أختي المغربية. لماذا يا ترى أصبحت المرأة المغربية متهمة في شرفها بهذا الشكل؟ هل هي ضحية أم مرتكبة جريمة مع سبق الإصرار و الترصد؟ هل تورطها في صناعة المتعة نتيجة لازمة اقتصادية عصفت بالمغرب منذ الثمانينيات أم نتيجة لتخليها عن أحكام العفة و الطهارة التي يقررها الإسلام؟ لماذا هذا الهوس ألذكوري بشرف المرأة؟ في البدء كان الاقتصاد. عرف الاقتصاد المغربي هزة عميقة خلال الثمانينات بسبب انخفاض سعر الفوسفات و سنوات الجفاف و ضغط صندوق النقد الدولي الذي فرض على المغرب سياسة التقشف و إعادة هيكلة الاقتصاد المغربي لدفع ديونه. في ضل هذه المعضلات الاقتصادية و جد المغرب نفسه مضطرا لسياسة الخصخصة و ترك الشعب المغربي في مهب الريح. لا حكومته قادرة على خلق مناصب شغل كافية و لا الاستثمارات الأجنبية جاءت بالوثيرة المتوقعة. فبدأ خيرة شبابنا بشد الرحال إلى الضفة الأخرى بحثا عن الثروة. إذن الرجل المغربي وجد ضالته في قوارب الموت أو الهجرة الشرعية من اجل الشغل أو الدراسة بينما المرأة بحكم ثقافة المغرب المحافظة فرض عليها أن تنتظر العريس في صمت الذي ربما لن يأتي آو سيأتي بعد حين, بعد ذهاب سنوات الشباب الجميلة. المرأة لا تستطيع ركوب البحر بحكم ثقافتنا و بنيتها الجسمانية بالإضافة إلى المخاطر التي تحف المحاولة. المرأة يجب أن تنتظر حلا من السماء هكذا يردد لسان حال المجتمع في استسلام رهيب. في نفس المرحلة التاريخية أي الثمانينيات بدأت تنتشر على نطاق واسع مشاكل اجتماعية أخرى كالجريمة و الدعارة. فالأصل الاقتصادي لهذه المشاكل واحد. الكثير من النساء وجدن أنفسهن عالة على أسرهن و الكثير منهن اكرهن على الدعارة إما مباشرة آو بحكم الواقع و ليس للأمر علاقة بالقرب آو البعد عن الدين لان المرأة المتدينة الغير قادرة على الزواج و التي لا تستطيع إيجاد شغل فهي في أزمة أيضا و مستقبلها مفتوح على جميع الاحتمالات. الدعارة عرفها العالم الإسلامي على مر العصور و لكن ارتفاع وثيرتها آو انخفاضها مرتبط بأسباب موضوعية. و المفارقة المثيرة هي أن الجماعات الإسلامية بدأت تتكاثر خلال السبعينات و الثمانينيات أي بتزامن مع ارتفاع وثيرة الهجرة و الدعارة. ربما العامل الاقتصادي المذكور أعلاه يفسر لنا شيئا من الأسباب الموضوعية التي أدت إلى سطوع نجم الخطاب الديني...كرد فعل على واقع متردي و كذلك لأسباب ليس هذا المجال للخوض فيها. يمكن تقسيم أفواج المهاجرات إلى ثلاث مجموعات رئيسة. هناك الطالبات و هناك العاملات في شتى أنواع المهن -هناك من تجمعن بين الاثنين- و هناك المتاجرات في أجسدهن و يحلوا للبعض أن يصنفهن كعملات في قطاع صناعة الجنس, بمعنى, كما تبيع العاملة في حقل التوت قوة عملها مقابل المال فان المومس تبيع اللذة أو قوة العمل من اجل نفس الهدف. حسب الإحصائيات المهاجرات اللواتي يبعن اللذة هن أقلية و اغلبهن يتواجدن في بلدان الخليج و الظاهرة في تزايد بسبب استمرار الأزمة الاقتصادية و بسبب مظاهر الثراء التي تظهر على المومس الناجحة تماما كالمهاجر الرجل الناجح الذي يسحر أبناء حيه بسيرته الفارهة. المومس الناجحة تسحر المريدات للثروة . سوق الدعارة سوق قائم بذاته و ليس ضروري أن تفقد المرأة عذريتها لتشتغل فيه فهناك الرقص المثير مثلا....هكذا تروج المحترفة سلعتها للمبتدءات. اتهام كل المغربيات في شرفهن كما هو شائع في الكثير من البلدان العربية هو حكم جائر جملة و تفصيلا و هو حكم بني جزء كبير منه على سيرة المهاجرات إلى الخليج اللواتي يلقى عليهن القبض في الفنادق أو الفيلات الفاخرة من حين إلى أخر و كذلك بسبب قصص الليالي الحمراء التي يرويها كل خليجي زار المغرب وعبث بنسائه بالإضافة إلى هوس المراهقة المغربية بالفنان الشرقي كما حصل في مهرجان موازين الأخير مع تامر حسني الذي فجرت في وجهه المراهقة المغربية الطاقات الدفينة في جسدها. بعد كل ما قيل, هل المرأة المغربية المومس مجرمة؟ المرأة المشتغلة في قطاع صناعة الجنس ليست مجرمة بل هي ضحية نظام اقتصادي و سياسات حكومية فاشلة و ضحية أحكام مجتمع منافق لا يخجل الكثير من الذكور فيه من أن يضاجعوا العاهرات و يحلموا بالعذراوات. ضحية فكر ذكوري يرفض الغير العذراء للزواج و يلعنها إذا باعت ما لا يريد. ضحية فتوى دينية يصدرها رجال من مكاتبهم المكيفة بدون أن يطرحوا أي حلول ناجعة و يكتفون بالتذكير بحال العاهرات في جهنم و كأن الموس تستمتع ببيع جسدها لمن هب و دب ولا تحلم بزواج مستقر. الطعن في سمعة كل مغربية خصوصا المهاجرة هو منتهى التفاهة و المغربية التي تبيع اللذة هي ضحية قبل ان تكون مجرمة. اختيار قوارب الموت أو الدعارة ليس مجرد اختيارات فردية بل نتيجة لأسباب اقتصادية و اجتماعية معقدة لا يجب أن يخجل أي مغربي من مناقشتها و الدفاع عن كرامة الإنسان الذي يجد نفسه مضطرا لها.