المرأة هي نبع الحنان والأم الرؤوم، وهي الأخت رفيقة الطفولة، الزوجة رفيقة الروح، والابنة أمل المستقبل، والصديقة المخلصة، والإنسانة التي تنبض عطاء ومحبة. ولكن هناك عوائق وصعوبات ما زالت تعترض تمتع المرأة بالمساواة في مجالات عدة، فهناك الكثير من الأخلاقيات المعروفة لدينا والذي يتعامل معها المجتمع بمنتهى الازدواجية، فنراها محللة ومباحة للرجل باعتباره الأقوى، ومحرمة وممنوعة على المرأة باعتبارها الطرف الأضعف. ومن هذه الأخلاقيات التي يتعامل معها المجتمع بحساسية بالغة قضية الشرف والأخلاق والمتعلقة بالأنثى فقط بالمفهوم الشرقي. فهل يعقل أن تقتصر الأخلاق والشرف على المرأة فقط من دون الرجل الذي ينظر اليها دائماً على أنها متهمة الى ان تثبت براءتها! ومن هنا نجد الازدواجية في مفهوم الشرف، في ظل غياب المعاني السامية كالأمانة والإخلاص والانتماء وحب الوطن والصدق والكرامة والعدالة والحرية والعزة وغيرها من المعاني الإنسانية التي لا تدخل ضمن تعريف كلمة الشرف لدينا فيقتصر مفهوم الشرف ومع الأسف فقط على جسد المرأة ونعطي الرجل الحق كل الحق بالاستبسال في الحفاظ عليه من دون ان يكون للمرأة أي دور في ذلك فيكون الرجل وحده المسؤول أمام المجتمع والعادات والتقاليد عن سلوك أخته أو زوجته أو ابنته! حيث إن حماية شرف العائلة هي مسؤوليته الذكورية والذي سيلاحقه العار مستقبلاً فيما إذا قصرَّ. فيفرض على الأنثى الاحتشام فقط من أجل مساعدته في الحفاظ على شرفه، فالأنثى الشريفة هي انعكاس لصورة الرجل الشريف لدينا ومن هنا يكون جسد المرأة هو وحده فقط محور الشرف ومقياسه بحسب العرف والتقليد والثقافة المتبعة! وذكور الأسرة أو العائلة هم وحدهم أصحاب الحق. لماذا إذاً تكون المرأة المتهم الوحيد في المشاكل الأخلاقية التي تحدث في المجتمع على رغم وجود طرف مذنب آخر هو الرجل، فتتمثل المرأة هنا بالضحية المعزولة التي لا حول لها ولا قوه فيتعامل المجتمع معها كمخلة بشرف العائلة وتقاليدها، وبردود فعل عنيفة واحتقار شديد تصل أحياناً الى درجة القتل. طبعاً لا أبرر أو أحاول إيجاد أعذار لمتجاوزي الأخلاقيات، ولكن لو تعاملنا مع هؤلاء المتجاوزين بالدرجة نفسها من العدل من دون التفريق في الحكم والعقاب على أساس الجنس والنظر اليهما كشريكين متساويين، لسادت العدالة الاجتماعية والقانونية وتلاشت النظرة القبلية الى مفهوم الشرف الخاطئ لدينا. فإلى متى ستظل المرأة تدفع ثمن الخطأ بناء على أساس جنسها؟ والى متى ستظل العقلية الذكورية الأبوية تعوق سن تشريعات وقوانين عادله تحمي المرأة من الاعتداء عليها؟ ومتى سنستطيع النظر الى قضية القتل على خلفية الشرف بأفق أوسع وأشمل وبأنها قضية حقوقية إنسانية بحتة علينا التخلص منها بمعاقبة المجرم القاتل المرتكب لهذه الجريمة كأي مجرم قاتل آخر من دون تخفيف العقوبة؟