مما لا شك فيه أن أسواق المال في جميع أنحاء العالم أحد أبواب الاستثمار المتعددة والتي تساهم في تنمية مصادر الدخل لدى المستثمرين، ولكن عندما يكون سوق الأسهم أحد الأبواب المحدودة جدا للاستثمار وخاصة لصغار المساهمين وأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة كما هو في سوق الأسهم السعودية يصبح السوق محفوفا بالمخاطر لأنه وباختصار لن تنمو أموال هوامير الأسهم وكبار المضاربين إلا بوجود صغار المساهمين الذين يبحثون عن مصادر لتنمية أموالهم وحفظها من الضياع . من هذا المنطلق فإن دور هيئة سوق المال في حماية المستثمرين والمتعاملين بالأوراق المالية دور أساسي وهام بل هو أهم من أي دور آخر كتطوير السوق المالية، وإصدار اللوائح والتعليمات وتوفير المناخ الملائم للاستثمار في السوق. المتتبع للسوق خلال الفترة الماضية يجد القصور الكبير من هيئة سوق المال في جانب حماية المستثمرين والمتعاملين في السوق من جشع بعض المساهمين، فعلى سبيل المثال وخلال الأسبوع الماضي حدث هبوط عنيف وبالنسبة القصوى في أحد الأسهم الاستثمارية والجيدة في السوق وهو سهم شركة جبل عمر للتطوير دونما أي ردة فعل من الشركة نفسها أو من قبل هيئة السوق المالية بالرغم من عدم وجود أخبار سلبية على الشركة، فأين الشفافية والإفصاح؟ إذا كان أحد الأسهم الجيدة يتعرض للإرهاب وتخويف ملاك السهم فكيف نريد أن نعمق السوق ونشجع الاستثمار فيه دون أي ردة فعل تبرر ما حصل فيه من قبل الشركة أو الهيئة؟ أسهم شركات التأمين تم إدراجها في سوق الأسهم بشكل عشوائي وبدون تحفظ وكأننا في حاجة ماسة لها وهي شركات بالمناسبة غالبيتها شركات خاسرة في الوقت الحالي و لا توجد لها أي قيمة إضافية للسوق، فلماذا تطرح بهذا الشكل بعد انهيار فبراير 2006ولا زال الكثير من صغار المساهمين متعلقين بأسعار عالية ولم تحرك الهيئة ساكنا في إيقاف ارتفاعاتها الجنونية في السابق لحماية المستثمرين والمتعاملين في تلك الأوراق المالية. إدراج أسهم الشركات ذات رأس المال الصغير وبعلاوة إصدار في الوقت الراهن ليس له قيمة إضافية للسوق، فالسوق يحتاج الآن إلى الشركات القوية والمهمة كمصرف الإنماء ومعادن وزين وجبل عمر واعمار وغيرها من الشركات التي يكتتب بالقيمة الاسمية فقط ولها قيمة إضافية للوطن والمواطن. أما الشركات التي لا تضيف شيئا للسوق أو للمستثمرين والمتعاملين فمن الحكمة تأجيل طرحها حتى تكتمل بنية السوق الأساسية ويستطيع المساهمون المفاضلة بين عشرات الشركات المتواجدة بالسوق واختيار المناسب منها. جميع تلك الأمثلة السابقة سقناها على سبيل المثال وليس الحصر لتؤكد نظرية الرعب الموجودة في سوق الأسهم والتي كان أبطالها بعض كبار المساهمين وكان ضحاياها صغار المساهمين والذين جاءوا بمحض إرادتهم إلى ذلك السوق المرعب لتنمية أموالهم ولحفظها من الضياع ولكن كان هناك مشهد آخر مرعب لخبط الأوراق وأضاع الأرزاق بعد تقدير العزيز الرزاق. فهل يكون دور الهيئة أكثر صرامة وحدة بهدف توفير المناخ الملائم للاستثمار في السوق لصغار المساهمين قبل كبارهم، ولزيادة الثقة فيه من قبل تلك الفئة، والتأكد من الإفصاح الملائم والشفافية للشركات المساهمة المدرجة في السوق، ولحماية المستثمرين والمتعاملين بالأوراق المالية، كما هو موجود في موقع الهيئة على الانترنت وتحت كلمة تعريف بهيئة السوق المالية؟ نتمنى ذلك وخصوصا إذا كان المراد حمايتهم هم أبناء هذا الوطن الغالي. @ رجل أعمال وأستاذ الإدارة والاقتصاد وعضو جمعية الاقتصاد السعودية