يتداول العديد من الناس هذه الأيام جدولاً يوضح فيه بعض التحاليل المخبرية لبعض أصناف التمور وما تحتويه من سكريات وحيث إن هناك العديد من المشاكل والمغالطات العلمية ومالها من تأثير علي المعلومات التي يستفيد منها المستهلك فأنني أحب إن أوضح العديد من المغالطات والحقائق غير العلمية في هذا الموضوع ومنها: أولا: ذكر في التعليق علي نتائج مكونات التمر من السكر إن سكر السكروز يحتاج الي هضم في المعدة عن طريق الأنسولين وان هذه الخطوة لا تناسب مرض السكري وهذا الكلام غير علمي حيث إن في الواقع لا يتم أي هضم للسكريات في المعدة بل إن بعض السكريات يتم امتصاص بعضها مباشرة في الفم أو الجزء الذي يهضم في المعدة لا يحتاج الي الأنسولين كما ذكرت النشرة فالأنسولين يفرز من قبل البنكرياس ولا يساهم في عملية الهضم بل يساهم في عملية ايض الجلوكوز ويعمل علي إدخاله داخل الخلية وعموما فان عملية هضم السكريات التي تأتي من التمور فهي سهلة الهضم وسهلة الامتصاص. ثانيا: يوضح الجدول إن السكروز هو المادة الخطيرة ولونت باللون الأحمر وعليها علامة (*) لا اعلم لماذا تم وضع السكروز في قائمة العناصر الخطيرة رغم انه علميا سوف يتحول الي سكرين أحادي ثنائي يتكون من الجلوكوز والفركتوز وإذا تم تناول هذا السكر والذي يتواجد في سكر المائدة وفي بعض الفواكهه مثل التمر فانه سوف يتم كسره الى سكرين أحاديين هما (الجلوكوز والفركتوز) لذلك فان مريض السكري يجب عليه الحذر من جميع أنواع السكر وخاصة إنها جميعا سوف تنتهي في النهاية الي سكر الجلوكوز وهو السكر الذي يجب إن يدخل الي الخلايا فاذا لم يتم ادخاله والاستفادة منه وحرقة وإنتاج الطاقة فانه سوف يرتفع في الدم ويؤدي الي(hypeghcima) لذلك فان الحذر من السكريات بشكل عام مهم جدا عند مريض السكري وخاصة السكريات التي تأتي من الفواكه وخاصة التمر حيث يجب إن نعلم انه يجب على مريض السكري التعامل مع التمور بحذر لأنها تعتبر مصدرا للسكريات بأنواعها وتحوي نسبة السكر فيها بين 60- 70% ومعظم السكريات فيها سوف تتحول الي سكر الجلوكوز في المطاف الأخير وسوف يساهم في رفع مستوى السكر في الدم. ثالثاً: الفركتوز الأفضل تشير النشرة الي أن الفركتوز هو الأفضل وهو السكر الأحادي سهل الهضم صحيح انه أحادي ولكن الجلوكوز كذلك أحادي فهو أسهل منه أو يماثله من حيث سهوله الهضم والامتصاص وهما موجودان بنسبة في الفواكه والعسل والتمر ولكن يجب إن نعلم إن الفركتوز رغم اهميته وانه في البداية لا يحتاج الي أنسولين ليتم إدخاله الي الخلية ولكن يجب إن نعلم إن زيادة الفركتوز سوف تتحول الى جلوكوز فبالتالي ليس هناك صفه أو ميزة كبيرة لهذا السكر بل يجب الحذر من تناوله بكميات كبيرة وقد وجد كذلك بعض المعلومات الخاطئة وغير الدقيقة والتي تقول إن بعض أنواع التمور والعسل مصادر جيدة للفركتوز ذلك ليس عليها أي مشاكل وان الإكثار منها ليس منه أي مشكلة وهذا الكلام ليس صحيحا بل يجب الحذر من استهلاك التمور أو العسل بكميات كبيرة وخاصة لمريض السكري حيث كما ذكرنا سابقا إن الفركتوز سوف يتحول الي جلوكوز وبالتالي سوف يؤدي الي زيادة تركيز السكر في الدم لذلك يجب الحذر من ذلك وعدم الاندفاع خلف مثل هذه الأمور التي تحتاج الي دقه في ذلك. رابعاً: التحليل المرفق في النشرة غير دقيق - يتضح لمن يقرأ هذه النشرة التي انتشرت بشكل كبير وخاصة في الانترنت وبين الأشخاص الذين يحبون التمر إن هناك خطأ كبيرا جدا في البيانات الخاصة بالتحاليل حيث نلاحظ إن هناك نسبة كبيرة من أنواع التمور لا تحتوي علي سكر السكروز وبعضها لا يوجد هذا السكر القراءة هي صفر وهذا الكلام غير صحيح حيث انه لا توجد تحاليل بهذه النتائج وخصوصا إنني قمت بتحليل العديد من أنواع التمور في المعمل شخصياً وكذلك بعد الرجوع للتحاليل المعتمدة في المجلات العلمية المحكمة إن النتائج في هذه النشرة غير دقيقة بل مبالغ في بعضها حيث وجد إن في احد التحاليل مثل (نبتة علي) إن نسبة السكروز تصل الي أكثر من 47% وهذا ليس صحيحا وان السكروز في الخلاص صفر!!! وهذه النتائج غير الدقيقة تبين إن مصدرها غير دقيق ولم يذكر أي مرجع في نهاية القائمة بل ذكر اسم (فني زراعي) واعتقد إن عملية التحليل يجب إن يوضح فيها المرجع والعنوان حتى يرجع إليها حيث حاولت معرفة المصدر ولم أجد واعتقد إن الشخص الذي كتب هذه القائمة اعتمد على مصادر غير دقيقة وخاصة إن جميع التحاليل المعتمدة توضح إن نسبة السكريات في التمور بشكل عام تزيد على 60% ونجد في بعض التحاليل لبعض انواع التمور في هذه النشرة الغريبة اقل من ذلك حيث نجدها في بعض الأنواع حدود 50% وهذا ليس صحيح كما إن التحليل لم يذكر طور أو نوع التمور هل هو طازج أو مكنوز أو جاف وهذا الأمر مهم في عملية التحليل لذلك اعتقد إن مصدر هذه النشرة غير دقيق وغير علمي ولا يعتمد عليها حيث انه للأسف قد يكون مضلل وخطير حيث يوضح إن هناك بعض انواع التمور غير ضارة وقد يكثر منها الإنسان وخاصة المصاب بمرض السكري مما قد يؤدي الي ارتفاع السكر عنده. الخلاصة: مما سبق يتضح إن النشرة التي تداولها العديد من الناس في المجالس أو الانترنت والتي توحي بأن بعض انواع التمور ليس خطيراً على رفع السكر في الدم وان بعضها قد يؤدي الى بعض المشاكل والخطورة تعتبر نشرة غير علمية بل مضللة وليست ذات مرجع دقيق ويجب الحذر منها ويمكن الرجوع الى المصادر الدقيقة من المجلات العلمية أو الكتب الموثقة أو الرجوع لبعض كليات الزراعة المنتشرة في الوطن والتأكد من ذلك وعموما أحب في الخاتمة إن أوضح انه لا يوجد فروق كبيرة في انواع التمور في نسبة السكريات لدرجة انه يمكن الإكثار من بعضها دون خوف من زيادة السكر أو زيادة الوزن.