أعادني أحد الزملاء للسؤال القديم الجديد حول من يجب أن يحتل منصب المدير التنفيذي بالمستشفى وماهي مواصفاته وكيف نختاره، وخصوصاً أن هناك تذمراً وشكوى من تدني أداء بعض المديرين التنفيذيين بالقطاعات الصحية المختلفة؟ لا يوجد حل سحري، لكن اقترح ثلاثة أسس رئيسية يجب مراعاتها أو تطبيقها للوصول للهدف المنشود، تعيين إداريين/ قياديين أكفاء في القطاعات الصحية.. الأساس الأول يتمثل في تحديد المواصفات أو الوصف الوظيفي للمهام التي يؤديها مدير /رئيس الوحدة، رئيس القسم، المدير المساعد، المدير المشارك، المدير التنفيذي، إلخ من المهام الإدارية التي يجب أن يؤديها ويتقنها المسؤول في منصبه. الاساس الثاني يتمثل في إيجاد مسار وظيفي واضح للترقي ضمن السلم الإداري، كأن يبدأ الشخص بإدارة القسم لمدة سنتين ثم الإدارة الأعلى لمدة سنتين ثم المشاركة في الإدارة التنفيذية قبل أن يتسلم الإدارة التنفيذية... إحدى السلبيات الملحوظة حالياً هي تعيين مدير تنفيذي في مؤسسة صحية كبرى دون أن يتدرج في العمل في إدارات أدنى منها... الاساس الثالث يتمثل في تحديد مجموعة من المهارات والخبرات والمعارف التي يشترط أن يكتسبها الشخص قبل توليته مركزاً إدارياً عالياً، قد تكتسب تلك المهارات على رأس العمل الإداري الصغير (كرئيس القسم) أو عبر برامج تدريبية أو تعليمية محددة. بل إن بعض الجهات المرجعية في الإدارة تقترح وضع اختبارات معرفية معينة يجب أن يجتازها الشخص المرشح للعمل الإداري. المعارف ليست كل شيء في الإدارة لكن تظل تلك الاختبارات متى قننت وربطت باحتياجات الوظيفة مؤشراً اولياً على استعداد المرشح للعمل الإداري. وزارة الصحة لديها اكثر من مائتي مستشفى وحوالي ألفي مركز صحي وعشرات الوظائف القيادية الصحية الأخرى بديوان الوزارة والمديرات الصحية والهيئات الصحية المختلفة، لذلك أراه حان الوقت لأن تضع مشروعاً واضحاً وأسساً موضوعية لتطوير كفاءاتها الإدارية والقيادية وفق أسس واضحة، وربما يكون من الأفضل إيلاء هذا المشروع إلى جهة إدارية ذات خبرة مثل معهد الإدارة تتولى استقصاء المهام التي يقوم به كل إداري في موقعه لتطور مواصفات العمل بكل إدارة ومن ثم تحديد صفات ومعارف وخبرات شاغل تلك الإدارة والبرامج العملية والتدريبية التي يجب أن يمر من خلالها قبل الوصول للمنصب الإداري المفترض. آن الأوان لأن نقلص العشوائية والمزاجية والمحسوبيات الشخصية في تعيين القيادات المختلفة، فليس كل من برز في الإعلام يصلح مديراً وليس كل من يقرب للمسؤول الأعلى يصلح مديراً وليس كل من صاحب المسؤول في المجالس والحفلات يصلح مديراً وليس كل من يطلب المنصب يستحق ان يعطى مايطلبه.. هناك معايير يجب وضعها ودراستها وتطبيقها، قدر المستطاع لنصل إلى ماهو افضل...