هل هناك عزوف عن القراءة؟ نعم ولا!! نعم هناك عزوف عن القراءة الجادة، قراءة الكتب ذات المضمون الفكري العلمي أو الأدبي ولا، لأن كثيرا من الناس يقرأون كثيرا من الصحف والمجلات الخفيفة والمسلية، والتي يحفل بعضها بالصور والتعليقات السريعة بدلا من الكتب والمجلات الجادة التي تحفل بالأبحاث العلمية أو الفكرية، وبالطبع فان الشبكة العنكبوتية قد أصبحت مصدرا مهما لعدد كبير من القراء وخاصة الشباب من الجنسين الذين يكتبون خواطرهم وافكارهم من خلال المنتديات العامة والثقافية بالاضافة الى المدونات التي تحمل المزيد من خواطرهم ومشاعرهم وربما قراءاتهم المختلفة. ولكن هل تلغي هذه القراءات في الصحف والانترنت عن القراءة الجادة للكتب العلمية والأدبية الجادة؟ في اعتقادي ان الثقافة التي تقتصر فقط على الصحف والمجلات وقراءة ما تنشره المنتديات لا تعد جزءاً من الثقافة الرفيعة والعميقة. كما ان الاستماع فقط لمحطات التلفزة والقنوات الفضائية بدون قراءة جادة لا يعد طريقا واضحا للثقافة التي تعتمد على الكتاب والبحث الجاد في بطون الكتب والدوريات الجادة. ولكن كيف يمكن تعزيز الثقافة التي تعتمد على الكتب الجادة والمعلومات الموثقة؟ ان هذا يعتمد على التكوين الثقافي منذ الطفولة. فاذا لم يتعود الطفل على حب المكتبات وعلى القراءة في سن مبكرة فانه لا يستطيع ان يعشق القراءة او ان يجعلها هواية بدلا من ان تكون عبئا كبيرا عليه. ونحن في مجتمعنا السعودي والعربي لم نتعود على القراءة منذ الصغر ولا نحب ان تهدى الينا الكتب في المناسبات والأعياد او حتى أثناء التفوق والنجاح، كما ان المعلم والمعلمة لا يعوّدان طلابهما وطالباتهما على الاهتمام بالمكتبة أو الكتاب! ان اختيار الكتاب المفيد والجيد الذي يثري العقل مهم جدا، لانه يمكن ان يترك اثرا عميقا في النفس والعقل لا يزول بعد قراءته! وينبغي ان يسأل الانسان نفسه بعد قراءة اي كتاب ما الفائدة التي جنيتها من قراءتي لهذا الكتاب؟ هل اضاف شيئا جديدا الى ثروتي العلمية او الفكرية او الأدبية؟.. هل استطاع هذا الكتاب ان يوسع الآفاق امامي وان يفتح عيني على عوالم جديدة؟ هل استطاع هذا الكتاب ان يثري حياتي ويوقظ في نفسي الشعور بالغبطة والارتياح؟ هل يمكن قراءة هذا الكتاب مرة اخرى لمزيد من المعرفة أو العلم والفائدة وربما التسلية فاذا كان ذلك صحيحا، فان هذا الكتاب يستحق القراءة اكثر من مرة.. إن أهمية القراءة الهادفة تنبع من انها ترقى وتسمو بنا وتجعلنا اكثر وعيا ومعرفة بالأفكار العميقة التي يطرحها الكاتب او الباحث.. لأن هدفه هو الحقيقة ومسؤولياته تجعله لا يقدم الا الفكر الناضج والارشاد الى الخير والحق والجمال.. ذعونا نقرأ ونستمتع بالقراءة الهادفة في كل ألوان الفكر والمعرفة. والله ولي التوفيق