أدت عمليات تحوط قام بها المضاربون في مستهل التعاملات النفطية بالأسواق البترولية أمس الأول إلى تعضيد أسعار النفط بمقدار ثلاثة دولارات للبرميل لتصعد إلى مستوى 108دولارات للبرميل لخام ناميكس القياسي ، وساند هذا الارتفاع تصريحات أمين عام الأوبك من أن إمدادات النفط للأسواق كافية و أن ارتفاعات أسعار النفط لا ترجع إلى نقص في الخام بل إلى انخفاض قيمة الدولار ونقص في الطاقة الإنتاجية للمصافي وبعض التوترات السياسية في العالم ، ما فسرته الأسواق على أنه تصميم من قبل الأوبك على عدم التوجه نحو زيادة الإنتاج كما أن تأكيدات البدري على أن أوبك لا تتعرض لأي ضغوط لزيادة إنتاجها من الخام يوصف بأنه موقف ثابت يؤكد استقلالية المنظمة في قراراتها التي تبنى على حاجة السوق وليس على مواقف سياسية. وكانت الأسواق النفطية تنتظر أن تعقد المنظمة اجتماعا طارئا قبل موعد اجتماعها المقرر في سبتمبر المقبل إلا أن نفي البدري لهذا التوجه أعطى المتعاملين في تجارة النفط مؤشرا بأن الإمدادات النفطية سوف تبقى على نفس معدلاتها على الأقل إلى ما بعد شهر سبتمبر القادم. وأشارت مصادر مالية إلى أن عودة أسعار البترول إلى الارتفاع مرده إلى استمرار تدفقات أموال المؤسسات المالية في بعض الدول الصناعية الكبرى على النفط بهدف التحوط من التضخم وكذلك لتفادي الخسائر جراء تهاوي العملة الأمريكية التي لا تزال في وضع معتل منذ عدة أشهر ، كما عزز من تنامي أسعار البترول أنباء نتجت من بعض الجهات المهتمة بشؤون النفط من أن الإمدادات من الدول خارج الأوبك تبدو ضعيفة و لا يلوح بالأفق ما يشير إلى ازدياد تدفقاتها إلى الأسواق العالمية. وتراقب الأسواق معدلات الطلب على النفط في الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر بلد مستهلك للنفط بكميات تصل إلى 20مليون برميل يوميا والتي أشارت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن متوسط الطلب الضمني على النفط في الولاياتالمتحدة في أول 13أسبوعا من العام انخفض بأكثر من 479ألف برميل يوميا بالمقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ما بعث الوجل لدى الدول المنتجة من احتمال تعرض الأسواق إلى حالة من الإغراق إذا ما استمر تدفق الإمدادات وتراجع الطلب. بيد أن الأسواق الآسيوية لا تزال في وضع يمتص أي فوائض قد تحدث نتيجة إلى تراجع الطلب الأمريكي على النفط بسبب تباطؤ الاقتصاد الأمريكي الذي تظهر عليه بوادر الهزل متأثرا بالالتزامات الكبيرة خلال السنوات الماضية والتي يعزى معظمها إلى عوامل سياسية أكثر منها اقتصادية. وفي بداية التعاملات الآسيوية صعد سعر برنت القياسي إلى 106دولارات للبرميل كما ارتفع خام وست تكساس إلى 107دولارات للبرميل نتيجة إلى موجة من الشراء في ظل انخفاض سعر صرف الدولار أمام العملات الأخرى ، وصعد سعر الجازولين إلى 3.06دولارات للجالون ، كما زاد سعر الغاز الطبيعي بمقدار 40سنتا إلى 9.47دولارات لكل ألف قدم مكعب. أسعار المعادن النفيسة ارتفعت بقيادة الذهب الذي صعد بمقدار 7دولارات للأوقية إلى 916دولار للأوقية كما ارتفعت الفضة الى 17.36دولار للأوقية. وهذه الارتفاعات تعزز أسعار الذهب في جميع أسواق العالم.