قبل سنوات كانت بعض المجلات العربية (تضحك) علينا كسعوديين بطريقة استغلالية، كان الكثير من تلك المجلات الوافدة يضعون نجوم الغلاف من فنانينا السعوديين، ويوهمون الفنان والقارئ السعودي ان نجمنا أصبح علامة مميزة عربيا وممكن عالميا، والأمر لا يتعدى سوى عملية استغلال، كون هذا الغلاف مخصص للسعودية فقط، وكذلك الحال عندما كان الممثلون لدينا يشاركون في ادوار اقل من ادوار (الكومبارس) في العديد من الأعمال العربية، لإيهام المشاهد السعودي ان النجم السعودي نجم عربي والعملية لا تتعدى كون السبب في مشاركة السعوديين لأسباب مالية يتكفل بها التلفزيون السعودي، والمضحك ان الممثل المشارك يحذف دوره في هذه الأعمال عند العرض في أي تلفزيون عربي، ولا نبتعد كثيرا في المآسي عندما يقيم فنان سعودي حتى ولو كان في مقام محمد عبده حفلة في فنادق الخمس نجوم المصرية ولا يحضر هذه الحفلة كالمعتاد الا السعوديون والخليجيون ونصف الحضور في واد والحفلة في واد، ونفتخر إعلاميا بعد هذه الحفلات ان نجمنا السعودي (أضاء سماء القاهرة طربا، وكسر الدنيا) وغيرها من العناوين الطريفة والمضحكة !! جميع ما ذكرت عاد وبصورة (اكثر تشويها) وأنا أشاهد الفنان خالد عبدالرحمن والممثل فايز المالكي مع المذيع نيشان في برنامج العراب، كانت عقدة (الكرافتة) حاضرة أمام خالد والمالكي، فتحول البرنامج لكوميديا سوداء كسواد ملابس نيشان!! هل كان فايز المالكي النجم الذي شاهدته هو الذي اعرفه، لا اعتقد، لقد كان فايز في أسوأ حالاته والخوف ان يكون الذي شاهدته فايز جديد، لم يكن المالكي وخالد بمستوى البرنامج ولم يكن البرنامج بمستوى الضيفين، الرابح بطبيعة الحال هو المذيع نيشان لانه توقع ان نجاحه سيكون عبر الجمهور السعودي، رغم ان قراءته للواقع ولمقاييس نجاح برنامجه فاشلة بكل ما تعنيه الكلمات، رغم ان نجاحه من وجهة نظري كان بالتعظيم والمدح الزائد عن اللزوم من الضيفين خالد وفايز وكأنهم كانوا باللهجة العامية (مشفوحين) حتى لمجرد التصوير مع اللبناني نيشان، ولا ادري ماهي حالهم لو كان مضيفهم المذيع لاري كنج اوالمذيعة أوبرا وفي الأحلام طبعا !! لن أتحدث للمقارنة عن حلقة البرنامج مع كاظم الساهر وميادة الحناوي او حلقة عبدالله الرويشد مع ماجد المهندس او حلقة ليلى علوي مع صابر الرباعي لكي أقارنها مع حلقة خالد عبدالرحمن مع فايز المالكي، لان المقارنة هنا اكبر من ظالمة بكل المقاييس، ولكن لو قارنت استضافة فايز وخالد مع نجمي الدرجة الثالثة كوميديا عبدالناصر درويش مع حسن البلام، لوجدت وبدون مبالغة ان حلقة البلام ودرويش كانت راقية ومقبولة عربيا، أما كارثة استضافة المالكي وخالد عبدالرحمن فالوصف لها يحتاج لوقفات ووقفات متعددة، وبصراحة ظلم خالد عبدالرحمن نفسه وتاريخه بهذا الظهور والذي لم يكن مناسبا للأسلوب الذي نعرفه عنه، الا اذا كانت ملايين روتانا تضطره للظهور في أي برنامج حتى لو كان السؤال الرئيسي بمقارنته كنجم غلاف لمجلات فنية مع فنانة استعراضية مثل هيفاء وهبي، فالأمر قد يختلف اذا ..!! (النرجسية) التي كان بها فايز المالكي أوقعته في (مطبات) يحتاج كثيرا (لتسويتها) حتى ولو حقق الملايين من أعماله، فالنجومية ليست (بالتضحيك وخفة الدم) وإنما بالظهور اللائق والمقنن والطبيعي في الوقت نفسه، فلا مقارنة مع الكلمات الواعية لخالد عبدالرحمن وهو يترحم على النجم الراحل محمد العلي والسخرية التي علق بها فايز المالكي عند الحديث عن العلي رغم ان فايز ممثل ومحمد العلي يرحمه رائد في هذا المجال !! لم يكن فايز هو النجم الذي اعرفه مطلقا، فقد سقط في (فخ) العراب، وهو يعلم إنني عندما أقول له هذا الكلام يعرف ماذا اقصد، وإذا استمر بهذه النرجسية، فلن تغني عنه عند جمهوره الطائرات الخاصة التي يتباهى بالتنقل بها !! السؤال: لماذا بعضنا (كسعوديين) وبصراحة نصبح أحيانا أكثر خفة في دمنا وأكثر فقداناً للثقة بأنفسنا عندما يكون المذيع الذي أمامنا (بالكرافتة)، هل الأمر (نقص) أم (أشياء لا نعلمها ونصبح ظريفين كخالد عبدالرحمن عندما يجاوب نيشان ان ليس هناك أغنية للفنان محمد عبده يحفظها او باللبناني "تحظرني")، أمور طريفة ومحزنة وكوميدية كانت عليها حلقة خالد عبدالرحمن مع فايز المالكي ولا تقل حزنا وطرافة لما شاهدناه وعلى الهواء مباشرة من ضرب ورفس للمذيع بدر رافع في إستاد الملك فهد !! أخيرا .. كان من المفترض ان يكون خالد عبدالرحمن وفايز المالكي أكثر التزاما بعدم السفر لبيروت خلال هذه الأيام امتثالا لحرص قيادتنا على سلامة السعوديين ولكن قد يكون (ورد العراب ومن يقدمه من الصبايا، او شعر نيشان المزدان بالجل) أهم من السلامة على الأرواح، بالفعل كنت أتمنى أن لا أتذكر المقدمة التي بدأت بها لو لم يضطرني الثنائي المالكي وخالد عبدالرحمن لذلك !!