قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي امس الاول بزيارة لمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدرسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بمدينة الدارالبيضاء المغربية في إطار الزيارة التي يقوم سموه بها للمغرب لرئاسة فعاليات منتدى التربية والتعليم الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي بمدينة الصخيرات بداية من يوم امس الاربعاء وعلى مدى ثلاثة ايام. وقد تجول سموه والوفد المرافق وأعضاء مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي عبر مرافق مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود التي أنشئت بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله عام 1983وفتحت أبوابها عام 1985أمام الباحثين والطلاب وهي مؤسسة توثيقية وعلمية وثقافية وتتمثل رسالتها في خدمة البحث العلمي ضمن تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية والدراسات العربية الإسلامية وتمنح الأولوية للفضاء العربي والإسلامي وبخاصة ما يتعلق بالمجال المغاربي في أبعاده التاريخية والثقافية والجغرافية أو في واقعه الراهن. وألقى رئيس مجلس إدارة مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية المغربي الدكتور أحمد التوفيق كلمة أكد خلالها أن المؤسسة قد عملت منذ حوالي عقدين من الزمن على خدمة الفكر العربي والإسلامي وقال "إن المؤسسة لها أبعاد ثلاثة هي البعد المكتبي من خلال خدمة القراء بالمغرب الأقصى والمؤسسات الجامعية كما أن لها قراء وباحثين من مختلف أنحاء العالم وتعاملات مع مؤسسات وهيئات مختلفة .. والبعد الثاني هو عملها على إقامة معطيات المعلومات والقواعد المكتبية التي تهم كل ما يتعلق بالمغرب الإسلامي وبالاندلس في الماضي والحاضر وتتابع كل انتاج جديد" مشيرا إلى أن برصيدها اكثر من 550الف كتاب وعنوان ورصيد كبير من الدوريات حول الفكر العربي والإسلامي باللغة العربية واللغات المختلفة الى جانب اصدارات كبريات دور النشر في العلوم والدراسات الإنسانية. وبين أن البعد الثالث للمؤسسة يتجسد في المهمة التي أنيطت بها من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والمتمثلة في إقامة الأنشطة العلمية ذات المستوى الرفيع من ندوات وحلقات فكرية دولية يجسدها رصيد المؤسسة من الدراسات الصادرة عقب الندوات والتي تهدف الى خدمة الفكر الإنساني الإسلامي والعربي. واشار الدكتور أحمد التوفيق الى أن مجلس ادارة المؤسسة يسهر بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على الرقي بمستوى الخدمة والبحث العلمي والخبرة الببليوغرافية لتكون هذه المؤسسة نموذجا لأهل الفكر والعلم في شتى أنحاء العالم. وعقب الجولة أوضح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية صرح علمي كبير تبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وأنشأه على أرض المملكة المغربية . وأكد سموه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن المؤسسة تعد من الأعمال الخيرة التي تحتاج اليها كثيرا الأمة العربية والإسلامية التواقة الى اللحاق بركب الحضارة العالمية في عصر العولمة مشيرا إلى أن المؤسسة توفر زخما كبيرا من المعرفة والكتب القيمة الخاصة بالدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية . وقال "إن هذا عمل كبير يجب الاهتمام به والاستفادة منه وأيضا الدعاء لكل من كان وراء هذا العمل النبيل" . من جانب آخر أعرب المتصرف المنتدب لمؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية للعلوم الإنسانية معالي الدكتور عبدالرحمن بن حمد السعيد عن سعادته بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل والوفد المرافق له . وقال "ان هذا الجسر الثقافي والمعرفي المبارك الذي أقامه خادم الحرمين الشريفين منذ أكثر من عشرين عاما بين الجناحين الشرقي والغربي للأمة العربية هو تعبير صادق ومثال حي على تلمسه (أيده الله) لحاجة الأمة الى التواصل الثقافي والمعرفي الذي يخدم مستقبل أجيالها مبينا ان التوسعة الجديدة قد ضاعفت من مساحة المكتبة مما مكنها من استيعاب الطلب المتزايد على خدماتها المختلفة من قبل الباحثين والمثقفين" . واضاف أن الملمح الآخر لما تحقق لهذه المؤسسة من موقع ثقافي متقدم على مستوى العالم فانه ملحوظ في اعداد المتصفحين للموقع الالكتروني للمكتبة في عام 2007م حيث بلغ هذا العدد اكثر من اربعة ملايين متصفح من القارة الافريقية اما عدد المتصفحين لهذا الموقع من امريكا الشمالية فقد وصل الى قرابة المليون ونصف، مدللا بذلك على أن المؤسسة تمكنت (بفضل الله وتوفيقه) من تحقيق ما رسمه لها خادم الحرمين الشريفين . تجدر الاشارة الى أن مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية تتوفر على مكتبة تضم حوالي 564الف كتاب ووحدة توثيقية خاصة بالفضاء المغاربي والغرب الإسلامي كما تتوفر على فضاء للبحث والندوات ومركز للتوثيق والاعلام. كما تضم المؤسسة حوالي 160الفا من الدوريات الى جانب عشرات الاشتراكات في قواعد المعلومات ويزورها سنويا حوالي 50الف زائر. وقد استطاعت خلال عشرين سنة من العمل المتواصل تشييد مكتبة تحتل مكانة متميزة في الحقل الثقافي والتوثيقي المغاربي وضعت في خدمة البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية . وبالموازاة مع توجهها نحو التخصص في الدراسات المغاربية فان المكتبة حافظت على طابعها الموسوعي الاصلي بحيث واصلت تزويد القراء بمادة غنية من الدراسات العربية والإسلامية ومن الابحاث النظرية في العلوم الاجتماعية والإنسانية . وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي اكد أن التعليم يعد الآن من الاهتمامات الرئيسية في الوطن العربي وركيزته الأساسية هي العلم إذ بدون علم لا يمكن تحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية. وقال سموه ان الاستفادة المثلى هي ان يتم الأخذ من تجارب الآخرين أفضلها وتتم الاستفادة مما أوصل العالم المتطور لهذه المرحلة القيادية الفكرية والثقافية والتعليمية لتطوير التعليم بالوطن العربي والرقي به إلى المستوى المطلوب مع ضرورة الحفاظ على القيم والتراث والهوية العربية والإسلامية. جاء ذلك في حديث مشترك لوكالة الأنباء السعودية وللتلفزيون المغربي أمس الأول بمناسبة إنعقاد المنتدى الخامس للتربية والتعليم الذي بدأ بمدينة الصخيرات المغربية حول موضوع (التعليم في الوطن العربي والعولمة) والذي تنظمه على مدى ثلاثة أيام مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع منظمتي الايسسكو والالكسو ومكتب التربية العربي لدول الخليج. واوضح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ان العولمة هي العنوان الرئيسي في جميع الثقافات الحالية ليس على مستوى التعليم فقط وإنما على مستوى التعامل مع العصر. وان العولمة هي هيمنة قوى على سائر البشر وقد بدأت في أمريكية ثم امتدت الى أوروبا .. مشيرا الى ان العالم العربي بحاجة الى مناقشة وإعطاء الآراء وتقبل الآراء الأخرى. وأكد ان مؤسسة الفكر العربي قد انشأت لتكون منبرا للمفكر والمثقف العربي لإبداء الرأي وتحضير الزمان والمكان للمفكر العربي لطرح أفكاره والاستفادة من أفكار الآخرين مشيرا إلى ان المؤسسة بصدد ترجمة بعض الكتب المفيدة خاصة منها المتعلقة بالمعلومات التي يفتقدها المواطن العربي العادي وتقديمها بشكل عادي وخاصة لمن لا يستطيع دفع مبالغ مالية باهظة للحصول على هذه المعلومات. وعبر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في ختام حديثه عن شكره للعاهل المغربي الملك محمد السادس على تفضله برعاية أعمال المنتدى الخامس للتربية والتعليم وعلى حسن ضيافة المملكة المغربية الشقيقة.