اعلنت مصادر صحية ان (60) شخصا لقوا مصرعهم واصيب (300) خلال المواجهات بين القوات الامنية العراقية ومسلحين ينتمون الى جيش المهدي في مدينة البصرة منذ يوم الاثنين. واكد المصدر ان "اغلب المصابين لا يذهبون الى المستشفيات خشية القاء القبض عليهم او عدم استطاعتهم الوصول الى المستشفى نتيجة الوضع الامني المتدهور". من جهة اخرى، مدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المهلة للمسلحين بتسليم اسلحتهم الى القوات الامنية، التي كان من المفترض ان تنتهي امس الجمعة، الى (12) يوما اضافية مقابل مكافآت مالية عن كل قطعة سلاح تسلم. على صعيد اخر، تمخض الاجتماع الذي عقد في منزل رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري الى الدعوة لعقد جلسة طارئة لمجلس النواب العراقي لمناقشة الاوضاع الامنية في مدينة البصرة. وقال الجعفري في تصريحات صحفية، إن ممثلي الكتل السياسية ناقشوا "مجموعة كبيرة من النقاط، واعتقد أنها تتكامل مع بعضها كمشروع يمكن أن يشق طريقه لإخماد هذه الفتنة". وأشار إلى أن الهدف من هذه المقترحات هو "إعانة الحكومة والدولة على تجاوز هذا الشيء (المواجهات المسلحة)، وبنفس الوقت حقن دماء شعبنا وتمرير التجربة السياسية من مغبة التعثر في هذه الحواجز". وشارك في الاجتماع رئيس مجلس النواب واحمد الجلبي وممثلين عن التيار الصدري وحزب الفضيلة. ورجحت مصادر ل( الرياض) ان يعلن مجلس النواب تشكيل لجنة لوقف اطلاق النار وبدء حوار بين الحكومة والتيار الصدري. وفي الوقت الذي اغلقت فيه المحلات التجارية وانعدمت الحركة في مناطق بغداد، الا من اصوات القصف واطلاقات الرصاص المتفرقة، شهدت مدينة الصدر والمحمودية جنوبي بغداد اشتباكات بين مسلحين وقوات الامن العراقية. وذكرت مصادر في التيار الصدري أمس أن عددا من أحياء العاصمة بغداد تعرضت الليلة قبل الماضية وخاصة مدينة الصدر إلى قصف جوي أمريكي ما أوقع عدداً من القتلى والجرحى. وقالت عضو الهيئة السياسية للتيار الصدري أسماء الموسوي لوكالة الأنباء الألمانية إن "مقاتلات ومروحيات للجيش الأمريكي قصفت مناطق في بغداد وخاصة مدينة الصدر مما أوقع عددا من الشهداء والجرحى". وأضافت "أن القصف كان شديدا ومرعبا ويكشف عن نوايا سيئة ضد الأبرياء من المدنيين وأن مدينة الصدر مازالت محاصرة من قبل الجيش الأمريكي الذي أغلق جميع مداخل المدينة من دون الانتشار بداخلها". وأوضحت أن إجراءات حظر التجوال التي طبقتها الحكومة على بغداد "حالت دون قيام عدد من الأهالي من دفن شهدائهم في مقابر مدينة النجف". وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت أمس الأول تطبيق حالة حظر التجوال في بغداد لمدة ثلاثة أيام تنتهي غداً الأحد. وتقوم مروحيات للجيش الأمريكي بالتحليق في سماء بغداد فيما أغلقت المحال التجارية والأسواق أبوابها. ومن جهة أخرى، ذكر بيان لمجلس الرئاسة العراقية أن "مدينة البصرة كانت مسرحا للعصابات المسلحة والإرهابية التي تقوم بأعمال القتل والخطف والتهريب والاستيلاء على موارد الدولة وكان على الحكومة اتخاذ الإجراءات الحاسمة من اجل استعادة الأمن والنظام". وأهاب البيان ب"العراقيين والعشائر والكتل السياسية الوقوف جنبا إلى جنب مع القوات الأمنية في سعيها للقضاء على المظاهر المسلحة كافة وانه لا يجب استهداف تيار بعينه أو جهة وان العملية يجب أن تنصب على الأطراف الخارجة عن القانون بغض النظر الانتماء". وقال البيان إن "مجلس الرئاسة يراقب الوضع عن كثب في البصرة والمدن الأخرى ويأمل أن تستقر الظروف غير الطبيعية في المستقبل القريب". من جهة اخرى، اعلن الجيش الامريكي جرح خمسة من جنوده في هجوم استهدف رتلا عسكريا شمال العاصمة العراقية بغداد. كما أعلنت مصادر رسمية اميركية ليل الخميس الجمعة ان موظفين اميركيين قتلا واصيب اربعة آخرون بجروح خطيرة في الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها المنطقة الخضراء في الايام الاخيرة. وبعد هذه الهجمات بدأت الخارجية الاميركية اصدار توجيهات الى كل الموظفين المرتبطين بالسفارة بمن فيهم الدبلوماسيون والعسكريون والموظفون التابعون لوزارة الزراعة وغيرهم، باتخاذ مزيد من الاحتياطات. من جانب آخر أوضحت مصادر أمنية أن أربعة من عناصر الشرطة العراقية قتلوا وأصيب 12آخرون خلال اشتباكات عنيف مع مسلحين في مناطق متفرقة في مدينة الناصرية التي تبعد 350كيلومترا جنوب بغداد. كما أسفرت الاشتباكات عن إصابة سبعة من المسلحين بجروح بجانب اعتقال عدد منهم. وأضافت أن اثنين من عناصر الشرطة أصيبا فيما قتل مسلح واعتقل ثمانية آخرون خلال مواجهات اندلعت أمس الأول بين القوات الحكومية ومسلحين في مدينة الديوانية التي تبعد نحو 200كيلومتر جنوب بغداد. وأضافت أن دورية للشرطة العراقية تعرضت مساء أمس الأول لهجوم بالقذائف الصاروخية من مسلحين مجهولين ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين بجروح خطيرة. ومن ناحية أخرى، قال الجيش الأمريكي أمس الجمعة إن قواته عثرت على مقبرة جماعية تضم رفات 37شخصا في منطقة المقدادية ( 45كم) جنوب شرق بعقوبة ( 57كم) شمال شرق بغداد. وقال الجيش في بيان إن الجثث حمل بعضها آثار تعذيب مشيرا إلى أنها جميعا "كانت متحللة بشكل كبير ويبدو أنها كانت هنا لفترة ما بين شهرين إلى ثمانية أشهر".