في جزيرتنا العربية تجد كبار السن والشباب وقليلا من صغار السن تتزين أجسادهم بآثار الكي في بطونهم ومؤخرة أعناقهم أو تحت الأذن مباشرة (العلبا) تلقوها في طفولتهم بأسياخ حامية نتيجة اعتلال طرأ على صحتهم في فترة الطفولة؛ لم يكن أمام الأهل إلا اللجوء لتلك الطريقة لعلاجهم؛ فالوسائل الطبية العلاجية مع بداية توفرها للبعض لم تكن خيارا مناسبا آنذاك؛ ويفضل الأقدمون علاج كل حالاتهم المرضية بالكي؛ وطالعتنا جريدة الرياض ليوم الثلاثاء الماضي بصور ملونة لرضيع تعرض ل( 55لسعة كي) من مشعوذة؛ ليفقد بعدها البصر ويصاب بتسمم في الدم؛ ويدخل بعد ذلك للعناية المركزة في مستشفى اليمامة بالرياض ويتم إنقاذ حياته بعد عناية الله؛ وجريدة الرياض ذكرت اسم المعالجة بالكي ولقبتها بالمشعوذة فلانة؛ إلا انني لا أذكر اسمها في سوانح؛ خشية أن تكويني (مع علباي) وهذا الخبر أعادني للذاكرة 15سنة مضت؛ لحادثة كي لأحد المشعوذين لسيدة كانت تعاني من الربو؛ وقد كانت رحمها الله شابة في بداية الثلاثينيات من عمرها وأُما لخمسة أطفال؛ كانت تربطها بزوجتي صداقة قوية؛ قالت لها بالهاتف ان مرض الربو قد أتعبها وقررت أن تستجيب لمشورة البعض بأن تلجأ لآخر العلاج؛ أي الكي؛ فذهبت لأحد المشهورين بالكي في مدينة الرياض؛ فقام بكيها وطلب منها عدم استعمال البخاخ (فنتولين) وعندما اشتدت أزمة الربو عليها (ستيتس أسثماتيكس) بعد كيها بيومين وتوقفها عن أخذ الأدوية الموسعة للشعب الهوائية؛ قالت لها زوجتي ارجعي لاستعمال البخاخ (الفنتولين) إلا انها رفضت مستجيبة لتعليمات من كواها بأن لا تستعمل أي دواء آخر بعد كيها؛ وأن عليها أن تصبر قليلا وسوف ترتاح بعد الكي؛ وفعلا ارتاحت بوفاتها رحمها الله بعد كيها بعدة أيام؛ ومع ان ماحدث قديم نسبيا؛ إلا انه يتكرر مع الأسف؛ فأين وعي الناس؛ ولماذا يلجأون لتلك الوسائل والمضرة؛ مع التقدم في العلم وتوفر الوسائل الحديثة في العلاج؛ وأختم سوانح اليوم مدللا على انتشار الكي أيام زمان؛ فيُروى عن أحدهم انه تعرف على آخر في الخارج (أظنها لندن) وعرف انه سعودي عن طريق العلامة الفارقة (كوي في العلبا) عندما خرجا (للهايد بارك) حاسري الرأس وآثار الكي القديمة ( تلق في العلبا) وإلى سوانح قادمة بإذن الله.