يوم السبت القادم سيكون يوم الآمال، والتطلعات، والتاريخ. فيه تتعلق الآمال، وتتجه القلوب والأبصار، ويوظَّف الفهم والإدراك، والاستشراف، ويحرص السعوديون على التواجد أمام شاشات التليفزيون لمتابعة خطاب خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى. والكل، كل الكل يعقد الأمل، وتملؤه الثقة، ويحتضن داخله الأمنيات، والتطلعات لأن هذا اليوم يوم استثنائي في حياته، والمتحدث هو القائد الذي يحمل هموم الإنسان، ويتحسس مشكلاته، وهواجسه، ويعيش في قلب متاعبه، وتعثراته الحياتية، والمعيشية. ويعمل من أجل سرعة التخفيف من معاناته، وأوجاعه التي تبدأ من الرغيف، وحتى السكن الذي أصبح حلماً لا يُطال، مروراً بمشكلات كُثر ترهق كاهل المواطن، وتثقله بالهم، والتعب. سيكون خطاب خادم الحرمين الشريفين - على ما نتوقع ونعتقد - متجهاً في أكثر محطاته، ومحاوره إلى الشأن المحلي. فالإنسان في وجدان خادم الحرمين الشريفين هو الأساس، وهو الثروة، وهو الهمّ، وهو ما توظَّف وتكرَّس المقدرات والقدرات والرؤى والأفكار والبرامج والخطط من أجله، وأجل مستقبلاته، ومستقبلات الأجيال القادمة ليكون الوطن محصناً ومسيّجاً بنماء ورفاهية إنسانه، وتبعده تماماً عن كل منزلقات خطرة قد يسببها مثلث الأمية والفقر والبطالة . وخادم الحرمين الشريفين هو من حمل سيف الحرب على هذا المثلث الخطر، والفتاك، والمدمر. إن العقول ستقرأ عبر الشاشات خطاب خادم الحرمين الشريفين وتستخلص منه رؤية لمدى الرغبة في صناعة التاريخ، ونماء الوطن، والعبور إلى مفاصل استراتيجية في مسيرة التنمية والنمو والتحديث والإصلاح الإداري والمالي، والاقتصادي والمعرفي والإنتاجي والتعليمي والثقافي والحياتي. خادم الحرمين الشريفين لديه العزم على ملامسة كل هذه الهموم، ولديه الصدق، كل الصدق على اقتحام مَواطن السلبيات، والضعف، والوهن. ولديه العزم على التصحيح دون أن يترك بعضاً للزمن الذي دائماً ما نحمّله حل مشكلاتنا الاجتماعية، والحياتية. ولديه قدرة القرار الشجاع، وهو الرجل الشجاع. ومن هذه المنطلقات والمفاهيم فإن المواطن يعلق على خطابه في مجلس الشورى كل آماله وتطلعاته. إذ يترسخ لديه إيمان بأن هذا الخطاب سيكون تاريخياً، مفصلياً، ينعتق بنا إلى فضاءات الحلم. يوم السبت سيكون يوماً تاريخياً في مسيرة الوطن، والإنسان.