ها هي الأرض تلبس أبهى حللها هذه الأيام مستبشرة بقرب وصول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بعد أن من الله عليه بلباس الشفاء والعافية، وها هي الأكف ترتفع حمداً لله تعالى وشكراً على تمام نعمته، وها هو الوطن يصدح بألحان الفرح ويحتفي بالمقدم الميمون.. سترتفع رايات بشائر إطلالة الوجه الصبوح للأمير المحبوب الذي صحبه في رحلته العلاجية كل قلوب أبناء هذا الوطن التي بقيت قلقة على صحة سموه مرتفعة أصواتها بالدعاء أملاً ورجاء.. فلترتفع الأكف حمداً لله وشكراً على تمام نعمته، وليصدح الوطن بلحن الفرح ويحتفي بهذه العودة التي طال انتظارها ولتكتب هذه الأرض الطاهرة بشائر هذه العودة على قلب كل إنسان في ثراها.. فالكل في انتظار هذه الإطلالة للوجه المحبوب وفي انتظار مقدمه الميمون إلى أرض الوطن الغالي. لقد صحبه في رحلته العلاجية جميع المواطنين بقلوبهم وبقيت ألسنتهم تلهج بالدعاء أن يعجل الله له الشفاء، يدعو له اليتيم الذي رعاه، والفقير الذي كساه، والمريض الذي أمر بعلاجه، كما تدعو لسموه أمم ومجتمعات في مشارق الأرض ومغاربها نهلوا جميعهم من خير سموه وفيض عطائه. لقد بقي الجميع يعقد الأمل، وتملؤه الثقة، ويحتضن داخله الأمنيات والتطلعات في انتظار عودة أميرهم المحبوب سلطان بن عبدالعزيز سليماً معافى فلم لا يكون يوم لقائهم به يوماً استثنائياً وهو يجيء بعد غياب طويل لم يعتادوه. وفراق نادر لم يتحملوه، ومحبوبهم قائد يحمل هموم إنسان هذه البلاد ويتحسس مشكلاته وهواجسه ويعيش في قلب متاعبه وتعثراته الحياتية والمعيشية، ويعمل من أجل سرعة التخفيف من معاناته وهمومه. الإنسان في وجدانه هو الأساس وهو الثروة وهو الهم وهو ما توظف وتكرس المقدرات والقدرات والرؤى والأفكار والبرامج والخطط من أجله، وأجل مستقبلاته، ومستقبلات الأجيال القادمة ليكون الوطن محصّناً ومسيًّجاً بنماء ورفاهية إنسانه، والحب الذي امتلأت به النفوس لهذا الرجل منطلق من قناعة تامة بمن يسعى في صناعة التاريخ، ونماء الوطن، والعبور إلى مفاصل استراتيجية في مسيرة التنمية والنمو والتحديث والإصلاح الإداري والمالي والاقتصادي والمعرفي والإنتاجي والتعليمي والثقافي والحياتي، ولذا فقد ظلت شخصية ولي العهد مكللة بالحب، ومحاطة بالتقدير، ومرفوعة بالذكر وبالثناء والعرفان ولم لا وهي التي قدمت في مسيرتها الرائعة ما يجعلها قمينة بهذا الحب، وجديرة بهذا التقدير، ومستحقة لكل الثناء والعرفان. ولم لا تتعلق القلوب بحب هذا الرجل وهو صاحب الأعمال الإنسانية التي تجاوزت بلاده وامتدت لكل المسلمين الذين هم بحاجة إلى دعم ومساعدة، اقتناعاً ومبادرة منه شخصياً، وتحقيقاً لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي نادى به الإسلام، وتتويجاً لسياسة المملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها الباني الملك عبدالعزيز يرحمه الله إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، ولا أعتقد أن أحداً داخل المملكة أو من رعايا البلدان التي نالها عطف سموه يجهل مثل هذه الأعمال الخيرية والجهود الموفقة لخدمة أناس صعبت عليهم الحياة أو قست عليهم عوادي الزمن. لقد بات الكل في سؤال دائم واستفسار متواصل عن الموعد المحدد لعودته سالماً وصارت الألسن تلهج بالدعاء له أن يتم الله عليه النعمة بالشفاء، وأن يتجاوز ما ألم به حتى تعود البسمة إلى الوجوه، وتطمئن النفوس بعد القلق، وتعلن فرحتها بكل وسائل التعبير الجميل. إن شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز تتجسد فيها صورة من صور الرجال المتميزين الذين تتوارث الأجيال مواقفهم الإنسانية وتخلدها في صفحات النبل والعطاء والإنجاز بمساهماتهم وأعمالهم الدائمة ليس لإنسان هذا البلد فحسب بل للإنسانية جمعاء. سيظل القلم مهما أوتي من البلاغة والفصاحة عاجزاً ضعيفاً هزيلاً أمام وصف سمو ولي العهد لأن مآثر سموه لن يحيط بها كل أحد مهما أوتي من البيان والفصاحة، وأصدق العبارات وأكثرها تعبيراً هي التي تكتب بأقلام الواقع، ومنظار الحقيقة وروح الإنصاف. وفي الختام لا يمكن أن ننسى رجل الوفاء الأول أمير منطقة الرياض وصاحب الوفاء الدائم لقادة هذه البلاد بالإخلاص والتضحية والأمانة والصدق والمحافظة على وحدة البلاد والعمل على دوام سؤددها وعزها وأمنها، وصاحب العاطفة الإنسانية الصادقة في ملازمته الدائمة لسمو ولي العهد في رحلته العلاجية وإشرافه المباشر على مراحل علاجه ومرافقته له طيلة هذه المدة، وفي انتظار مقدم سموه بصحبة ولي العهد حتى يلبس الوطن أبهى حلله وتزدان ثرياته ألقاً على ألق. حفظ الله لهذه البلاد قادتها ورجالها الكبار وأدام لها العز والسؤدد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأدام لحمة هذه القيادة وتعاضد وتماسك أبناء الأسرة المالكة الذين يرسمون لوحة نادرة في التاريخ بتماسكهم وتكاتفهم وقربهم من الناس وحب الناس لهم.