فتحت عملية القدس النوعية، الباب واسعا داخل المؤسسة الرسمية الاسرائيلية حول واحدة من اكثر القضايا حساسية في الكيان الإسرائيلي وهو مستقبل المدينة وامكانية الفصل بين الاحياء العربية واليهودية، والاجراءات الواجب اتخاذها لمنع تكرار هذا النوع من العمليات. احد اكثر الاقتراحات اثارة للجدل والمطروحة على طاولة البحث في اسرائيل هو موضوع تقسيم مدينة القدس وفق صياغة اخرى تتعدى الجدار الذي تخلص من احياء عربية واسعة، الى العزل المادي الكامل لكافة الاحياء العربية. ويقف على رأس هذه الدعوات النائب الاول لرئيس الحكومة حاييم رامون، الذي ادعى بأن العملية هي دليل على وجوب الانفصال عن قرية جبل المكبر في اطار التسوية الدائمة مع الفلسطينيين. وقال رامون ان "الاحياء البعيدة للقدس، مثل جبل المكبر يجب ان تكون خارج الجدار وليس جزءاً من القدس السيادية. ما حصل يوم الجمعة يثبت انه محظور على هذه الاحياء ان تكون جزءاً من مدينة القدس لان الامر يمس باسرائيل من ناحية امنية، سياسية واقتصادية. ويعارض مثل هذا الطرح رئيس حزب شاس الديني المتطرف ايلي يشاي، الذي قال "ان العملية توفر بالضبط البرهان المعاكس. ينبغي تعزيز فرض القانون وتوثيق الرقابة الامنية على هذه المناطق، وليس الانقطاع عنها وجعلها معاقل ارهاب لحماس". اقتراح اخر يجري تداوله في اسرائيل للرد على هذا الهجوم وهو تقييد حركة أهالي القدسالشرقية نحو أجزاء اخرى من المدينة والى الاراضي المحتلة 1948بشكل عام. وزير الامن الداخلي آفي ديختر دعا لطرد السكان الذين يؤيدون الارهاب في شرقي القدس الى المناطق (الضفة الغربية). ولا يدور الحديث عن عقاب جماعي، بل الذين تكون ضدهم اثباتات على تأييدهم للارهاب. وشدد ديختر على ضرورة يجب ايجاد السبل لمراقبة حركة عرب شرقي القدس داخل اسرائيل علما ان هذه المهمة معقدة جداً، ان لم نقل متعذره. اما وزراء شاس فقد اقترحوا على الحكومة سحب حق المواطنة ومخصصات التأمين الوطني من كل ابناء عائلة منفذ العملية. وهناك في اسرائيل من رأى في عملية القدس مقدمة لجولة جديدة من المواجهة هي بمثابة انتفاضة ثالثة، وعلى اسرائيل الاستعداد جيدا لذلك. الكاتب في صحيفة يديعوت اليكس فيشمان، دعا محافل الامن: شرطة ، مخابرات وجيش للاستيقاظ، لانه توجد امكانية معقولة الا تكون هذه هي الخلية النائمة الوحيدة في المنطقة. يحتمل أن تكون هناك عدة خلايا نائمة اخرى تنتظر، مثل القنبلة المتكتكة، للانفجار في موعد حرج. ورأى ان العملية لم تكن تضحية عفوية، او انفجارا لمشاعر الاحباط لدى فلسطيني من سكان اسرائيل في ضوء الصور الصعبة التي تصل من غزة. العملية في مدرسة "مركاز هراف الدينية، كما تقدر اليوم محافل أمنية في اسرائيل خطط لها واعدت قبل جولة العنف الاخيرة في القطاع". وقد اوقعت العملية التي نفذها الشاب علاء ابو دهيم من جبل المكبر واستهدفت "مركاز هاراف" او مركز الرب ثمانية قتلى واحد عشر جريحا في صفوف تلاميذ المعهد الديني الذي يعتبر النواة التي خرجت عتاة التطرف والاجرام في اسرائيل.