يزداد يوما بعد يوم انتشار المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة ويزداد مع كثرتها اقبال الناس على تلك المطاعم وكثيرا ما نسمع عن حالات التسمم التي تصيب متناوليها من الأطفال والكبار. ورغم توفر مختلف الأطعمة والمأكولات الشهية في المنازل الا ان المشكلة تكمن في أولئك الذين لا يتناولون وجباتهم اليومية من صنع منازلهم، بل من المطاعم والبوفيهات التي تعد الوجبات السريعة للزبائن، مما ينتج عنه تحضير الطعام بشكل سريع وهذا يتطلب استخدام مواد مضافة وكيميائية لا يدرك خطورتها الناس فالوجبات السريعة تعرف باحتوائها على سعرات حرارية عالية ما يعادل 33% من الاحتياجات اليومية وتكمن خطورتها أيضاً بتشبعها بالدهون مما يؤدي الى الاصابة بامراض صحية خطيرة كأمراض القلب والسمنة وارتفاع ضغط الدم. وحول كثرة هذه المطاعم والوجبات السريعة التي انتشرت نظرا لتغيرات اساليب الحياة وكثرة الدعاية لها والحملات الاعلانية استطلعت "الرياض" آراء عدد من المواطنين واخصائيي التغذية. ففي البداية تحدث المواطن يحيى الزهراني وقال ان نمط الحياة في زمننا هذا تغير بشكل كبير فأصبحت الأسر تعتمد اعتمادا كليا على الوجبات السريعة وتترك طبخ المنزل الصحي، خصوصا وقت العشاء، وهذا بلاشك له آثار صحية لا يدركها المستهلك اضافة الى الاندفاع وراء الاعلانات الترويجية لهذه الوجبات التي يسعى خلفها الكثير وأضاف اننا نسمع كثيراً بحدوث حالات التسمم من وقت لآخر بسبب تناول هذه الوجبات وهذا بلاشك عائد الى قلة الرقابة الصحية والتزامها بالاشتراطات الصحية. وأشار إلى أن اغلب الناس يرتادون اماكن هذه المطاعم تقليدا للغير وهذا فيه ضرر على رب الأسرة من الناحية الاقتصادية بسبب تركه لأكل المنزل تلبية لرغبات اسرته. أما ابراهيم الرعيدان فيقول ان اغلب من يتناول هذه الوجبات السريعة هم من الشباب نظرا لسرعة تجهيزها بطرق حديثة يتم من خلالها التلاعب بالطعم والرائحة باضافة بعض المواد التي تجبر المتذوق العودة اليها مرة أخرى فهذه المطاعم اوجدت مكانا للافراد غير المتزوجين لكنها افرزت مظاهر سلبية منها الضرر بالصحة من خلال المقليات والزيوت وكذلك الناحية الاجتماعية من خلال تفكك الأسرة وعدم الاجتماع على ما يطبخ في المنزل فتجد ان الابن له وجبة مخالفة عن اخته فالبعض يؤيد الشاورما والآخر يحبذ البروستد وهكذا ويترك طبخ المنزل الصحي. وقال أحمد الزهراني ان اغلب الناس في زمننا هذا يعتمد اعتمادا كليا على المطاعم والوجبات السريعة في افطارهم وغدائهم وعشائهم مع تنافس تلك المطاعم على تقديم أشهى المأكولات وألذها بأشكال مختلفة من أجل الربح المادي فقط دون الانتباه لصحة المواطن لذلك تجد أن أكثر هذه المطاعم لا تهتم بالاعداد الجيد لتلك الوجبات بل تجد ان اغلبهم يستعملون اردأ أنواع الزيوت مع تكرار القلي فيه حتى يتغير لونه ورائحته وهذا بلاشك ينعكس على صحة الشخص بالاضافة الى عدم توفر النظافة الكافية في الأواني الداخلية والخروج امام الزبون بالشكل اللائق مما يتطلب تكثيف الرقابة من قبل البلدية بشكل مستمر ودائم حفاظا على صحة المواطن. وأضاف ان اغلب الأسر ابتعدت عن الطبخ في المنازل وتخلت عن وجباتها الرئيسة والمفيدة اما للمباهاة أو التقليد. وقالت الاستاذة حنان الحارثي اخصائية التغذية بمستشفى الأمير سلمان ان من المتغيرات في هذا العصر هو انتشار مطاعم الوجبات السريعة والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية تعادل 33% من احتياجات الجسم اليومية وتكمن خطورتها بتشبعها بالدهون مما يؤدي الى الاصابة بأمراض صحية خطيرة كالسمنة وارتفاع ضغط الدم. وأضافت ان من سلبياتها سرعة تحضيرها اي انها لا تكون قد نضجت الى درجة قتل البكتيريا الموجودة مما يؤدي الى حالات التسمم، اضافة الى احتوائها على كميات كبيرة من الدهون وعادة ما تكون هذه الوجبات مقلية مما يكسبها سعرات حرارية عالية ويؤدي تكرار استعمال زيوت القلي المنتشرة في المطاعم الى حدوث تأثيرات ضارة بصحة الإنسان، كما تؤدي رفع درجات الحرارة لزيوت القلي الى أكسدة وتكسير جزء من الأحماض الدهنية فيها مما يؤدي الى سوء الهضم والتهاب المعدة وقرحة القولون والامساك اضافة الى افتقارها للعناصر الغذائية مثل الفيتامينات والأملاح والمعادن والألياف الضرورية للجسم وعادة، تكون غنية بالصوديوم، موضحة ان اضافة التوابل لتحسين المذاق وفتح الشهية وتحسين رائحة ولون الوجبات المقدمة تؤدي إلى تهييج المعدة وتعمل لها اشارة في منطقة الفم واللسان والأنف. ونبهت حنان الحارثي أن تناول الوجبات السريعة في وقت متأخر من الليل مع قلة النشاط والحركة يضر بالمعدة ويسبب التخمة.