التعامل مع العطارة شكل من اشكال التعامل مع الماضي واحياء تراثه ولقد برعت المرأة السعودية في إعداد وتسويق منتجاته بخبرة الأجداد في الغالب، وليس دراسة أوحصول على شهادات. والخبرة الفطرية التي تجسدت في سعدى الصالح لأكثر من 20سنة توارثتها عن والدتها التي اخذتها عن امها ايضا.. وبمساعدة أخواتها استطاعت سعدى إن تنتج الكميات التي يطلبها منها زبائنها من داخل المملكة ومن دول الخليج وبأسعار معقولة ذاع صيتها بها بين الناس فكيلو البهارات لا يتعدى الأربعين ريالاً، أما خلطات الشعر الطبيعية فسعرها في حدود 150ريالاً باعتبارها تضم مجموعة من المنتجات الطبيعية المرتفعة الثمن وتعد بطريقة خاصة لضمان مفعولها وجودتها التي اعتاد عليها زبائن سعدى. وللظروف الحياتية لسعدى دافع قوي لاستمرارها في هذه المهنة المتوارثة، فهي مطلقة وأم لابنتين تصرف عليهما من بسطتها التي تعرض فيها منتجاتها، فهي تقوم بعملها طوال الليل لتكسب بها القليل، الذي يخفف العبء على أخيها المستضيف "خال بناتها" لها ولبناتها بعد طلاقها قبل خمسة عشر عاما، ولتستطيع علاج ابنتها التي تعرضت لنوبات تشنج أدت إلى تركها مقاعد الدراسة في المرحلة المتوسطة، وهي الصغرى أما ابنتها الكبرى حصلت على شهادة الثانوية ثم بقيت في البيت بمحض إرادتها فالزواج هو امل الاستقرار لها. وأنهت سعدى حديثها بأن تمنت أن يكون لها محل خاص تعرض فيه منتجاتها بعيدا عن أجواء الرياض المتقلبة، وتعرض بضاعتها للمطر أو غيرها من عوامل الجو التي تفسد العطارة ولكن ضيق الحال حال بينها وبين استئجار محل، وقالت الحمد لله أنا اعمل جاهدة لكسب رزقي وأحافظ على جودة خلطاتي حتى لا تتزعزع ثقة زبائني في منتجاتي ابدا.