لجأت الأسر المكاوية إلى محال العطارة مجددا، التي استعادت بريقها، بعد خفوت دام عدة أشهر في ظل المراقبة المستمرة من الجهات المختصة، لمنع ترويج الأعشاب الضارة بالصحة. لكن الإقبال الذي بدأه المكاويون في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، لم يكن تنقيبا عن أعشاب التخسيس أو التنحيف أو التسمين أو حتى الفحولة، لكنه بحثا عن خلطات سرية لإضفاء النكهة الشهية على الوجبات الرمضانية الشهيرة. وباتت الشعارات التي رفعتها المحال، محاولة لكسر الحصار، ولتعويض الخسائر التي طالتهم، خصوصا أن ترويج أعشاب الفحولة والعلاجات الأخرى تساهم في رفع ربحية العديد من المحال. وأوضح عدد من المتعاملين في سوق العطارة أن الأسر بدأت حالة من التنقيب عن الأفضل في محال العطارة، في إطار التنافس على الوجبة الأفضل، ما انعكس على انتعاش سوق البيع، خصوصا لشراء بهارات الشوربة والطبخات الرمضانية المتنوعة والبن والهيل. أم منصور التي وجدت في أحد المحال، لا تعد نفسها وصلت مبكرا لشراء مقاضي رمضان: «لم يتبق على الشهر المبارك سوى أيام قلائل، لذا سارعت إلى العطارة، لشراء بهارات الشوربة وبهارات مشكلة وشيبة وورق غار وشمر وليمون ناشف، وكذلك بن هراري وهيل أمريكي وشربة حب وبليلة وغيرها من البزارات والبهارات التي تضاف إلى الطبخات والاكلات الرمضانية المتنوعة ومن أهمها طبق الشوربة والسمبوسك وغيرهما من الأطباق، وذلك في إطار التنافس المعروف في مثل هذا التوقيت على إعداد أفضل الوجبات». ويوضح نايف مساعد الذي كان يهم بشراء البهارات من أحد المحال أن الأغلبية تعد رمضان تتعدد فيه الطبخات وتتنوع فيه الأطباق والمأكولات وخصوصا الشوربة، لذا يتجه الكثير لشراء البهارات الخاصة، التي لا توجد إلا في محال العطارة. واعترف البائع هيثم عبدالقادر بأن محالهم تشهد هذه الأيام انتعاشا وازدهارا في المبيعات: «هناك إقبال كبير من المستهلكين، الذين يوفرون بهارات الشوربة والأرز والايدامات والعديد من الطبخات الرمضانية والاكلات الشعبية، حيث إن أسعار البهارات تبدأ من 12–90 ريالا للكيلو الواحد، وذلك حسب الصنف والنوع للبهارات والبزارات، ودخل المحل في اليوم يزيد على 1500 ريال، وهذه الأيام تعد موسما نشطا لمحالنا، حيث قمنا منذ وقت مبكر بتوفير السلع التي يقبل عليها الزبائن».