اوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، داعياً فضيلته إلى التمسك بالعقيدة الإسلامية والبعد عن المحدثات، وحذر من الوقوع في التأثير فيما يسمى عيد الحب أو عيد الأم لما فيها من مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. وقال في خطبة الجمعة يوم امس بالمسجد الحرام ان قوة المسلم ورفعته وعلو شأنه لتكمن بوضوح في مدى اعتزازه بدينه وتمسكه بعقيدته واخلاقه وبعده عن لوثة التقليد الاعمى والتبعية المقيتة وراء المجهول، وان على رأس الاعتزاز والرفعة التي هي المطلب المنشود لكل فرد مسلم هو الاتباع والاقتداء لهدي النبي صلى الله عليه وسلم والبعد عن الاحداث والابتداع. واضاف فضيلته انه اتباع يشعر كل مسلم ومسلمة ان الخضوع في الدين والخلق والأدب انما هو لله الواحد الاحد، ومن هذا المنطلق جاءت الوصية الكبرى من الخالق جل شأنه لعباده المؤمنين بقوله: (وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقون). واشار امام وخطيب المسجد الحرام ان كل سبيل غير سبيل الله عليه شيطان يدعو اليه فيحبب سالكيه إلى البدعة ويبعدهم عن السنة وهي مرحلة من مراحل المراغمة بين الشيطان وبني آدم، وغواية الشيطان وجعائله كالكلاليب التي تتخطف السالكين إلى مستنقعات الدون والعطب ليقع فيها المرتاب المتردد الذي خلى وفاضه عن أسس الاتباع والتمسك بالسنة النبوية. وحذر فضيلته من انسياق بعض المسلمين وراء طبائع وعادات ومعتقدات غير المسلمين من خلال الانخراط معهم في اعيادهم وعوائدهم التي حرمها ديننا الحنيف وحذرنا اشد التحذير من الوقوع فيها، موضحاً فضيلته ان عدداً من البسطاء ينساقون وراءها فيحاكون مواقعيها زاعمين في ذلك نوعاً من المجاراة الايجابية والتلاقح في العبادات والثقافات فصالوا كثيراً وجالوا حتى اصبح المرء يعرف منهم وينكر وعلى رأس ما ينكره المرء العاقل هو التأثر والتأثير في اعياد غير المسلمين واستسهال مثل ذلك الامر بحجة ان الانفتاح العالمي لم يضع بين الناس فوارق وخصائص، وان الاشتراك في الاعياد والمناسبات العقائدية لا ينبغي ان تقف دونه الملل وهذا جد خطير، مشيراً فضيلته إلى ما وقع من التأثير فيما يسمى عيد الحب أو عيد الأم أو ما شاكل ذلك بين صفوف المسلمين دون ان يعلموا حقائقها وما تتضمنه في طياتها من مخاطر على عقيدة المسلم وخلقه وما يقع فيه معاقروها من مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وارتكاب لما نهى عنه من مخالفة غير المسلمين. وبين امام وخطيب المسجد الحرام ان المشاهد لاصداء ما يسمى عيد الحب ليوقن حقاً درجة الغفلة والسذاجة التي تنتاب شباب المسلمين وفتياتهم في السباق المحموم وراء العوائد الاجنبية عن دينهم دونما ان يكلفوا انفسهم معرفة اصول تلك العوائد وانه يزداد الاسف حين يغيب الوعي عن كثير من ضحايا ذلكم التغرير بان اصل عيد الحب عادة احتفالية يرجع تاريخها في بعض الروايات إلى القرن الثالث الميلادي احياءً لذكرى رجل روماني كان يبرم عقود الزواج سراً لجنود الحرب الذين منعوا من ذلك حتى لا ينشغلوا بالزواج عن الحروب حتى افتضح امر ذلك الرجل وحكم عليه بالاعدام فجعلوا يوم اعدامه عيداً وذكرى يتهادون فيه الورود ورسائل الغرام بل تجاوز الأمر ابعد من ذلك حتى صار يوماً للاباحية عند بعض غير المسلمين وهو في الوقت الحاضر يعد يوم عيد للعشاق والمحبين يعبرون من خلاله باللون الأحمر في لباسهم ودورهم وغير ذلك. وبين فضيلته ان الوردة الحمراء انما هي استعصاء على السياج الضابط على العلاقة وبين الذكر والانثى وديننا الحنيف دين سماوي ورسالة عالمية لها اثرها الايجابي في المجتمعات فلم يكن الإسلام يوماً ما محلا لحصر المحبة في يوم واحد أو محلا بالبر بالأم في ليلة بل انه دين المحبة والبر والمودة في كل حين وفق ما شرعه الله وشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم. واكد امام وخطيب المسجد الحرام ان للاسلام من الخصوصية والامتياز ما لا يجوز في مقابله الوقوع في خصائص غيره؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وكان لهما يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان اليومان، قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما الله فقد ابدلكما خيراً منهما يوم الاضحى ويوم الفطر. وقال امام وخطيب المسجد الحرام ان للمشاركين في مثل هذه الاعياد قد وقعوا فيما نهوا عنه ويكونون بذلك قد ارتكبوا مفسدتين اولاهما مفسدة موافقة غير المسلمين والثانية مفسدة ترك مصلحة مخالفتهم، والله سبحانه وتعالى يقول: (وكذلك انزلناه حكماً عربياً ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا واق).