أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ سعود بن ابراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله وخشيته في الغيب والشهادة ولزوم هدي نبيه صلى الله عليه وسلم 0 وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم // اياكم من محدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ظلالة وان قوة المسلم ورفعته وعلو شأنه لتكمن في مدى اعتزازه بدينه وتمسكه بعقيدته ومبادئه واخلاقه وبعده عن لوثة التقليد الاعمى والتبعية المقيتة وراء المجهول وان على رأس الاعتزاز والرفعة التي هي مطلب منشود لكل مجتمع بل المجتمعات المسلمة هو الاتباع والاقتداء بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم والبعد عن الاحداث والابتداع اتباعا يشعر كل مسلم ومسلمة ان الخضوع في الدين والخلق والادب انما هو لله الواحد الاحد اذ كيف يحلو دين لاخضوع فيه ولا اتباع ومن هذا المنطلق جاءت الوصية الكبرى من الخالق جل شأنه لعباده المؤمنين بقوله // وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون // . واضاف فضيلته يقول أن كل سبيل غير صراط الله عليه الشيطان يدعو اليه فيحبب سالكيه الى البدعة ويبعدهم عن السنة وهي مرحلة من مراحل المراغمة بين الشيطان وبني ادم وغواية الشيطان وحبائله كالكلاليب التي تتخطف السالكين الى مستنقعات الدون والعطب ليقع فيها المرتاب المتردد المبتعد عن التمسك بالسنة النبوية مشيرا الى ان ذلك المرتاب اما ان يكون ضحية النكوص والاستهتار لاول وهلة او ان يصبح كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران . واوضح الشيخ سعود بن ابراهيم الشريم ان من اسس محبة الله جل وعلا من قبل عباده ان يجعلوا من وسائل هذه المحبة الاتباع الصادق لنبيه صلى الله عليه وسلم ليحسن القصد ويصدق الزعم واصفا فضيلته البدع والمحدثات التي كانت تقع في المجتمعات بالطوفان المغرق بيد ان السنة الصحيحة والاتباع الصادق هما سفينة نوح التي من ركبها فقد نجا ومن تركها غرق ولاعاصم من امر الله الا من رحم مستشهدا باقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم الدالة على ذلك ومنها قوله صلى الله عليه وسلم // من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو رد // مبينا أن هذا الحديث اصل عظيم جامع من اصول الاسلام وهو كالميزان للاعمال في ظاهرها فكل عمل لايكون عليه امر الله ولا امر رسوله صلى الله عليه وسلم فليس من الدين في شئ. وأفاد فضيلته أن الناظر في احوال المسلمين ومبادئهم ليحكم حكما لاريب فيه بان اهل الاسلام لابد ان يراجعوا اوضاعهم ليصححوها وان عليهم ان يكونوا امة متبوعة لاتابعة لها ثقلها الثقافي والاخلاقي ولها مصدرها ووردها الخاص الذي لايساويه مصدرا ولا ورد في الوجود وبما لها من مقومات الاعتزاز والرفعة والغلبة لاسيما على المستوى العقدي والاخلاقي . // يتبع // 1742 ت م