نكافئ الطبيب المتميز فنعطيه مركزاً إدارياً في المؤسسة الصحية نظن أننا بذلك نكافئه ونكافئ المؤسسة، ويظن الكثير من الأطباء ذلك أيضاً ويفرحون به لاعتقادهم أنهم يستطيعون تحسين أداء المؤسسة بأفكارهم. ولبريق المنصب والسلطة، القليل منهم من يكتشف الخطأ باكراً والنادر من يزهد في الإدارة ابتداء. النتيجة إن لم تكن كارثية فإنها على الأقل ليست أفضل ما يمكن تقديمه للطبيب وللمؤسسة الصحية على ان النادر لا حكم له. الطب علم من أصعب العلوم وأكثرها كلفة - وقتاً ومالاً - تمنح الجامعات من يجتاز متطلباته درجات علمية مختلفة تؤهله لعلاج المرضى وإدارة المؤسسات الصحية علم آخر مختلف تماماً تمنح الجامعات من يجتاز متطلباته درجات علمية مختلفة تؤهله لإدارة المؤسسات الصحية. ولا يجمع العلمين إلاّ مكان ممارسة مجتازهما لعمله. والبديهي ان الإداري الصحي ليس مؤهلاً لعلاج مريض إلاّ إذا تعلم الطب، كذلك فالطبيب ليس مؤهلاً لإدارة المؤسسة الصحية إلاّ إذا تعلم الإدارة.. هذا إذا لم نكن نعتقد أن التجربة والخطأ هما أفضل طرق التأهيل. إننا نهدر استثمارنا في الطبيب المتميز الذي لا نحصل عليه إلاّ بشق الأنفس ونهدر استثماراتنا في المؤسسة الصحية عندما نكافئ الطبيب المتميز بمركز إداري فيها لأنه ببساطة ليس أصلح من يديرها. والجدل حول من هو الأصلح لإدارة المؤسسة الصحية الطبيب أم الإداري جدل قديم عقيم تجاوزه العلم ولست بصدد تجديده أو المماحكة حوله، فهو في حكم الماضي في الدول المتطورة ولكنني بصدد التنبيه على النزيف المستمر في ثروتنا الوطنية من الأطباء المتميزين والمؤسسات الصحية. صحيح أنه لابد من مكافأة المتميزين، على ان هناك طرقاً علمية مستخدمة في مؤسسات الدول المتطورة، تحفز كل عامل وفي أي مجال على تقديم أفضل ما لديه وتكافئه بقدر إنجازه ولكن في العمل الذي تعلمه وتدرب عليه فالبداهة أيضاً ان لا نتوقع انه بالمكافأة وحدها يستطيع صاحب مهنة متخصصة ان يجيد مهنة متخصصة أخرى لم يتعلمها. والله من وراء القصد،،، @استشاري إدارة صحية