(ومنهم نستفيد) لأسبوعين مضت، ونحن نعنون لتلك الزاوية بهذا الاسم. تطرقنا لأناس أو مجموعة اسميناهم (المخططون الجدد). كانت لهم أفكار جميلة وعملية وأحياناً اقتصادية في التخطيط المعماري لبيوتهم. لم يكن هدفنا حينها هو الدعوة لتبني أفكارهم، ولكنها اعجاب بجرأتهم وشجاعتهم. واليوم نختتم تجارب ثلاثة من (المخططين الجدد) في ثلاثة من (المخططين الحائرين). دعوني أبدا بأبو شهد، رجل يخطط حالياً لبناء بيته - نسأل الله ان يبارك له فيه - . صاحبنا اشترط على المصمم المعماري بإيجاد ملحق خلف البيت، يكون قريباً من باب المطبخ الخلفي، والغاية منه كما يقول (استقبال الأهل والأقارب، الذين يكررون زيارتهم على بيته - ولاسيما من السيدات). وهم في زعمه من أهل الدار، ولا يحتاج ان يدخلهم في الصوالين الداخلية للبيت! وذلك تفادياً لعبث الصغار! فسألته: جميل ولكن أين سيلعب ويلهو أبناؤهم؟ فأجاب: أنه سيغطي ارتداد الفلة، ليجعله مكاناً خاصاً للعب الأطفال! فتعجبت من اصراره على هذا الملحق، الذي سيسيء إلى التصميم المعماري للبيت بأكمله، ولاسيما ان مساحة الأرض صغيرة كما تعجبت من عرض الممر الذي لا يزيد عن ( 180سم) كيف سيكون مسرحاً لنشاط ولهو الصغار!! أما أبو أحمد، وهو الرجل الثاني فما زال سحر النجارين يسيطر عليه، ليضع الأبواب في كل فتحة في بيته الجديد دون التفكير فيما يحتاج ومالا يحتاج. ففي جناح الضيوف لديه صالونان متقابلان احدهما ذو طابع رسمي، والآخر تلمس البساطة من خلال جلسته الأرضية، ويفصل بينهما بهو المدخل. سحر النجار جعله يكلف نفسه مادياً ويهدر المساحات بسبب أبواب وضعها على كل صالون لا يقل عرض كل واحد منها عن المترين. سألته عن الحكمة من تلك الأبواب؟ ولماذا لم يجعل الصوالين مفتوحة على بعضها لتعطي مساحة بصرية أكبر لهذا القسم، وتبتعد عن اشكاليات درف الأبواب التي أخذت من المساحة الشيء غير القليل. فكان رده: ايماءة بالرأس - تدل على اثر السحر عليه - (قول لا أدري)!! وآخر ضيوفنا هي أم خالد التي أوجدت غرفة قرب صوالين ضيوفها. حرت كثيراً في شأنها - أي الغرفة - فلم أعرف لها وظيفة أو دوراً. إلاّ من شرحها (هذي غرفة حطيتها عشان الحريم - تقصد ضيفاتها - يصلون فيها ويحطون عيالهم الصغار إذا ناموا!!). لا عجب ان قلنا عن ضيوفنا اليوم (المخططين الحائرين)، فمن خلالهم، لا يمكن ان نعرف هل بيوتنا صممت للضيوف!! أم لنا بعيداً عنهم!! أم شركة بيننا!! كل ما كتبته اليوم والاعداد الماضية هي دعوة فقط - وأؤكد فقط - لأن نفكر أكثر وندرس احتياجاتنا عندما نخطط للبناء بعيداً عن ما تعودناه وشاهدناه، وهي دعوة للجرأة وعدم التسليم والاستسلام للغير. [email protected]