أبو خالد رجل العدد الماضي.. صاحبنا هذا كما اسلفنا غيّر من استراتيجية البناء في البيت، فعكس الفراغات والوظائف معاً، لينزل الضيافة في قبو منزله، وجعل الدور الأرضي استراحة وترفيهاً لعائلته، وابقى النوم كما اعتدنا في الدور العلوي. أما ابومنذر فهو رجل اليوم، وأحد نشطاء - المخططين الجدد - فقد اخذ علبة الهندسة، التي تعلم وظائفها وكيفية استخدامها في المدرسة، ليبدأ ويخطط ويعدل مخطط بيته، الذي للتو استلمه من المعماري، وكل همه وصوته يقول : الشغالات!! الشغالات!! فهو يشتكي من وجود المطبخ في اسفل البيت، وسكن الخادمات والغسيل والكوي على السطح، ووضع سلم الخادمة الذي اعده المعماري مخصوص لتنقل الشغالات في اداء وظائفهن. ابومنذر قرر أن يلغي درج الخدمة، وقلل كذلك من مساحة بوفيه التحضير، ليوجد مساحات أخرى قرب المطبخ، ليضيفها له. فأوجد غرفة للغسيل والكوي وسكناً للخدم في تلك المساحة التي أوجدها قرب المطبخ بالدور الارضي، هنا وفر في التكاليف حين إلغاء سلم الخدمة. واوجد اغلب وظائف الخدم وسكناهم في مساحة واحدة. وجعل من السطح ذخراً للمستقبل من الأيام - لو واحد من الأولاد عاكسته الحياة يبني له ملحق ويسكن فيه -. كما برر صاحبنا لترك السطح فارغاً. أما أم سعد فهي سيدة مضيافة، تحب الأهل والأصحاب أن يكونوا قريبين لها من خلال دعواتها المتكررة لهم. أم سعد هي ضيفتنا الثالثة وهي أكثرهم شجاعة، حيث كسرت عرف العمارة لدينا مرتين ولاسيما أنها تجرأت بخطوات تتعلق بالضيوف وهم لديها كثر - وليس مثل أغلبنا لانعرف للضيوف طارئاً الا بالطوارئ!. بشجاعة الغت سفر الطعام وادخلت مساحتها مع صالون العائلة وابقت على صالون واحد للضيوف رجالاً كانوا أو نساء. وهي تبرر قناعتها بالصالون الواحد بقدوم جنس واحد من الضيوف في الغالب، فأصبح أكبر واشرح، وصالون العائلة سأجده متى احتجت بقدوم جنسين من البشر في مناسبة واحدة. أما بخصوص إلغاء صالون الطعام، فلها قناعة بأن قمة الترحيب (والتقليط) في بيوتنا لن تكون كالمطاعم الخمس نجوم!. التي تعتمد على طاولات وكراسي سهلة التخزين والتحريك، تستثمرها بالكم والعدد الذي تتطلبه منك كل مناسبة، فمساحة القبو تتسع للعشرات حين أحتاج، وسيلعب الأبناء بها في باقي الأوقات التنس والبلياردو. فلماذا أضيع مساحته في البناء! واخسر كذلك قيمة سفرة الطعام وكراسيها! وهي تلزمني بعدد يصعب علي أن اتجاوزه!!!. واخيرا،، هؤلاء ثلاثة من - المخططين الجدد - ابدعوا حين فكروا جيداً بحاجاتهم بعيداً عن التقليدية في العمارة، وفروا اكثر، وظفوا احسن. في الأسبوع القادم لنا وقفة ختامية لهذه السلسلة، ولكن تحت عنوان ((ومنهم نستغيث!!)) [email protected]