في زمن (ما)، كنا نشكو من (مقص الرقيب) وقلمه (الأحمر)، الذي يدبُّ على سطور الكتب دبيباً ويوسعها (تشطيباً)!. جاء الناشر يعرض كتاباً للفسح فقيل له: راجعنا بعد أسبوع.. ولما عاد في الموعد قال له مسؤول المطبوعات في ذلك الوقت: - آسفون يا أستاذ.. الكتاب غير مفسوح، لأنه يحتوي على (مبادئ هدَّامة)!. ونظر الناشر في (المسودة) فوجد سطورها (مُحءمرَّة)، بعد أن (نقرشها) قلم الرقيب.. كلما وجد كلمة (شيوعية) شطبها! اتضح في النهاية أن (الكتاب) يفنِّد مزاعم الشيوعية!.. ربما أن كثيراً من معاناتنا قد خفَّت بما فيها (سطوة) قلم الرقيب.. لكن معاناة من نوع آخر ستجد وتمتد.. إن قليلاً من (المعاناة) فيه (إفادة) لكن في الزيادة (إبادة)!.