أسبوعان حافلان بمفردات ثابتة وإن تغيرت لغة كاتبها وأسلوبه... أظنكم قرأتموها (تشنج - تعصب - كراهية - احتقان - ظلم - عدل - محاباة - تجني - استقصاد). كل يغني على ليلاه وليلى عليلة بانقسام أبنائها على كرة قدم... بين منصف عقلاني وهم القلة، وآخر تملي عليه ميوله حروف أسطره وهم الغالبية... أسبوعان هما امتداد لأحداث اليوم الأخير من خليجي 19 الشهير، عندما علت نبرة الحدة في النقد حتى غمرها طوفان ردة الفعل في قبول ذلك النقد بلغة لم نألفها من قبل... وسار الركب على هذا المنوال التصاعدي في الفعل وردته... سجال حاد بين جبهتين كل فيها حشد أسلحته اللغوية... وطفق يخصف عليها من شواهد التاريخ صدقاً أو زوراً... وزاد على ذلك أن أفرزت الأيام أنواعاً أخرى من الأحداث لم تكن في الحسبان... وما تلاها من عقوبات لم تكن في البال لسرعتها التي سبقت سرعة الصوت فيما غيرها لا يزال انتظار من الموسم السابق... كل ذلك شحن الجو الرياضي العام على مستوى المسؤولين والكتاب واللاعبين والجمهور، فلا نرى إلا أفقاً مغبراً غير واضح الرؤى والغايات... وتدخل مقص الرقيب ليبتر عدداً من المقالات ويلغي بعضها، في ما كان سقف الحرية عالياً في غيرها في انتقائية عجيبة... واتجه البعض للجماهير عبر منتدياتها ليسكب مزيداً من الزيت على هشيم الأحداث لتزداد اشتعالاً وليخض في ما ليس له به علم... ولمَ لا يفعلها والفرصة الآن سانحة فالكل يحرض ويؤلب ويقترح العقوبات وتنفذ له مطالبه... فإلى أين المسير في ظلمة الدرب العسير؟ نعم لقد أظلم الدرب كثيراً وظهر الكثير من الغث والسمين الذين تحركهم ميولهم لهذا النادي أو ذاك وليس في ذلك عيب طالما هو في الحق، ولكن العيب كله في استخدام ما انحط من لغة لشرح وجهات النظر حتى فاضت الصفحات بالزبد وبتنا لا نحب قراءة الصفحات الرياضية وقد ناءت بحملها من المفردات الغريبة كلها حقد وكراهية. إن الإعلامي الشريف هو من يحترم قلمه قبل أن يطلب احترام القراء لفكره من خلال الطرح النزيه الذي يؤسس به له قاعدة عريضة من المتابعين بغض النظرعن ميوله. إن إعادة الأمور إلى جادة الصواب تكون بالعدل في تطبيق النظام على الجميع، ففيه يتساوى الكل في الحق والظلم إن وجد أملاً في صفاء الجو الرياضي الذي تلبدت سماؤه هذا الموسم بغيوم سوداء لا تظنوا أنها وقتية ستنتهي بنهايته، بل سيعاد إليها في الموسم المقبل وبشكل أشد إن لم يتم التصدي لها من الآن.