لا شيء ينافس الفضائيات العربية في ابتكار الألقاب واستعمالها ولو فات المشاهد لقب غريب سيتوقف لألقاب أخرى. لا أدري حقيقة ما قيمة مسمى "دكتور" حين يأتي في أطر غير أكاديمية، فما بالك حين يتعلق الأمر بمحفل رياضي!. قبل فترة وفي بطولة قفز الحواجز كان المذيع في قناة الرياضية يكرر اسم المتسابق مسبوقاً بكلمة دكتور وكان يمكن أن نخمن حينها أنه يحمل دكتوراه في شأن يخص قفز الحواجز مثلاً لولا أن الدكتور لم يردعه هذا اللقب عن ارتكاب الجزاءات الكثيرة!. إن تجاوزنا عن المذيع المتحمس والذي لم يفكر كثيراً قبل أن يستخدم اللقب في غير مكانه علينا أن نتجاوز فنسمح باستخدامه في ملاعب كرة القدم ومع الفنانين والممثلين الكثيرين الحاصلين على الدكتوراه وهذا بالطبع غير معقول. إلى الآن أمر الرياضة لا يشكل أطروحة غريبة نسبة إلى ما حدث في قناة الراي في برنامج قذائف مع الشيخ العوضي في حلقة عن المعاكسات استضاف فيها شخصاً كلما ظهر شريط التعريف به كتب تحت اسمه "خبير في المعاكسات الهاتفية!!". لقب لا أظن أن أحداً سبقه إليه في التلفزيونات العربية فهذه الخبرة صعب تقييمها أو احترامها فكيف نقيس حجم هذه الخبرة هل هو في عدد الفتيات اللاتي أوقع بهن أم في عدد المصائب التي جرها لبيوت خلق الله! وحتى إن كان تائباً فالأمر لا يستحق إطلاق هكذا لقب وحتى وإن كان باحثاً في الأمر فاللقب الصحيح كان "باحث". أطرف ما جاء في هذا الإطار كان في قناة الإخبارية في مقابلة مخصصة "للأطفال الموهوبين" حين سأل المذيع أحدهم عن موهبته فقال "أحب القراءة!" كم هو مضحك ومبكي أن يصنف حب القراءة خارج إطار الهواية العادية فيستحق الطفل من أجلها لقب "موهوب"!.