استمرت قناة الجزيرة مباشر في نقلها لخطب الجمعة الإخوانية بصورة فاضحة بالأدلجة، تعدت القناة من مفهومها السياسي الإخباري إلى نقل مباشر لخطب الجمعة، كامتداد لرسالتها فيما يتعلق بالأحداث المصرية، هنا تكمن الغرابة، هل وصل الحال لهذا المستوى في طبيعة رسالتها الإعلامية أم أن الظروف أحيانا تكشف اللثام عن حقائق انكشافها بدأ يظهر للعيان، أتناول هذه الجزئية الغريبة ونحن في هذا العام 2012م سنشهد ثورة فضائية ممثلة بإطلاق قناة سكاي عربية للأخبار وقناة العرب. قناتان من المتوقع أن تشكلا من وجهة نظري انطلاقة متجددة للقنوات الإخبارية، بعد أن كانت الساحة خالية لقناتي الجزيرة والعربية، فقناة سكاي عربية من وجهة نظري ستشكل نقلة مختلفة للإعلام الفضائي الإخباري لعوامل كبيرة تعتمد عليها من أهمها من وجهة نظري أنها دخول إماراتي قوي للاستحواذ على نصيب من الكعكة في هذا المجال، بعد النجاح الفضائي في مجال الترفية المنوع والرياضة بوجه خاص، فالهيمنة السعودية القطرية سيكون شريكا لها أيضا المال والإمكانيات الإماراتية ممثلا بدخول شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي كشريك مع امبراطورية سكاي البريطانية وهي الامبراطورية الأشهر عالمياً بمجال الكيبل التلفزيوني ودخولها أكثر من 90 مليون منزل في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط. بطبيعة الحال لن تكون كتجربة قناة الحرة الأمريكية ولا الأسلوب المحافظ نوعا ما لقناة ال بي بي سي العربية، ستكون حسب قراءاتي للمؤشرات الخاصة بها قناة غير تقليدية وسيكون للمدرسة البريطانية بصماتها بشكل واضح، وسنشاهد امكانيات تقنية عالية، أما القناة الأهم والتي وضعت خط سير لها من البداية في كونها ستكون منافسا قويا لقناتي الجزيرة والعربية فهي قناة العرب والتي ستكون وحسب تصريحات مالكها الأمير الوليد بن طلال ممولة ومغطاة بالكامل لمدة تكفي لعشر سنوات، وهذا الأمر يعطيها قوة كون الملاءة المالية مهمة خصوصا في أي مشروع إعلامي كبير كاطلاق قناة مختلفة، وشخصيا أعتبر أن المميز الذي سيكون مختلفا لدى قناة العرب هو شراكتها مع القناة الأشهر اقتصاديا على المستوى العالمي وهي قناة بلومبيرغ والتي ستمكن مشاهدي العرب من برامج اقتصادية لمدة 5 ساعات يوميا وهذه الحرفية في مجال الفضائيات خاصة المهتمة اقتصاديا نفتقدها كثير!. المال والشراكة مع بلومبيرغ هما الداعمان الأبرز في القراءة الأولية لما ستقدمه قناة العرب، فهل ستسحب سكاي للأخبار المستثمرة إماراتيا والعرب المستثمرة من الوليد بن طلال البساط من الجزيرة والعربية، أم نقبل الامر الواقع ونتابع خطب الجمعة من ميدان التحرير والانخفاض الملحوظ في مستوى قناة العربية، أم يكون عام 2012م عام ربيع الفضائيات الاخبارية العربية، في ظل متابعتنا لأطرف قناة عربية مصرية وهي قناة الفراعين أو قناة الدكتور عكاشة وهي قناة بالفعل تستحق بتعجب أن أتناولها في مقال آخر..!!.