الرياض عاشت وتعايشت مع درجات الحرارة المنخفضة هذة الأيام. الرياض لم تكن الأبرد في مناطق المملكة، حيث الشمال كتبوك وعرعر ورفحاء وغيرها تفوقنا عليها، كعادة أهل الشمال دائماً. مدن أعتادت على مثل هذه الأجواء الباردة، بل أن البرد القارس هو رفيق شتائها وربيعها، ولاننسى فصل الخريف. ما سأذهب الية العلاقة الدائمة بين الطقس ومعمار البيت داخلياً وخارجيا. تلك العلاقة التي تساعد أهل البيت لتتعايش مع حدة الطقس في منطقتهم، كالأستفادة من الكيفية في التصميم المعماري، او مواد البناء وللأفكار القديمة اوالتقنيات الحديثة. فهل ياترى بيت الشمال استفاد من تلك العناصر؟ القديم منها والحديث؟ في السابق بيوت الشمال تحمل البعض من تلك المعايير، أو على الأقل بعضها، كأدوات تساعد أهلها ليتعايشوا مع طقسهم، ولعل (الصوفاج) مدفأة الكاز الكبيرة جزء منها. أما اليوم فالحال ذهبت للأسوء في رحلة (رياح الشمال)! فاخذ البرد منهم، فتنادت الجمعيات الخيرية والاهالي، بحملة لجمع بعض من وسائل التدفئة من الملابس والبطانيات والمدافىء من اهل الخير بكل مناطق المملكة، ليساعدوا اخوانهم - ولاسيما المحتاجين -. وهنا نقول هل الحال المادية لبعض سكان الشمال، هي المشكلة الوحيدة؟ ام ان هناك قضايا اخرى مازالت غائبة؟ وماهي؟ أولاً: فالتمدن المعماري غير المدروس لتلك المجتمعات جعلتهم يحتذون من مدن أكثر تقدما منهم بفنون العمارة، ونسوا خصائص طقسهم!. ثانياً: الأدوار الغائبة من القطاع العام أو شبه العام، مثل البلديات والجمعيات الهندسية، بعمل الدراسات والبحوث، لتقدم من خلالها أفكاراً وأساليب يستفيد منها أهالي المنطقة. ثالثاً: المكاتب الهندسية الصغيرة - والضعيفة - في غالبها، والتي تعتمد على مهندسين وافدين جديدي التخرج، الذين يكتسبون الخبرة في تلك المناطق ويتعلمون الحلاقة على رؤوس أهلها، لتكون شهادة خبرة يجتازون بها الى المدن الكبيرة. فهل تتحرك تلك الجهات بمسؤلياتها لتداوي قضية الطقس ومساكن أهالي الشمال، كما قامت الجمعيات الاخرى بمسؤلياته هذا العام.. [email protected]