كعداء المسافات الطويلة تركض (ألفبت)، الشركة الأم لغوغل، على مضمار الذكاء الاصطناعي دون توقف. خدمة البحث تتحول بفعل الميزات الجديدة التي تقدمها (الجوزاء). بالرقائق المخصصة تعيد غوغل تعريف البنية التحتية السحابية. خدمة "وضع الذكاء الاصطناعي" الجديدة الآن تعيد تشكيل كيفية تفاعل المستخدمين مع الإنترنت نفسه. ومع ذلك، وهي تكشف النقاب عن رؤيتها الطموح منذ سنوات، فإنها تواجه حسابا تنظيميا عسيرا يمكن أن يعيد تشكيلها. مع كل قوة تحول غوغل من الداخل، توجد قوة أخرى تحولها من الخارج. تعكس أرباح (ألفبت) في الربع الأول الزخم الذي يدفع بالشركة إلى الأمام: ارتفعت الإيرادات 12 % على أساس سنوي إلى 90.2 مليار دولار، مع ارتفاع سحابة غوغل 28 %. الذكاء الاصطناعي يقود هذا النمو، لكن ما يقرب من ثلاثة أرباع إيرادات (ألفبت) - 66.9 مليار دولار - لا تزال تأتي من الإعلانات. إنه نموذج الأعمال القديم، وليس مشاريع الذكاء الاصطناعي الجديدة، الذي يستهدفه المنظمون. في الولاياتالمتحدة، تجري محاكمة لتقرير المعالجات التنظيمية بعد حكم عام 2024 بأن (ألفبت) انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار في البحث. تنظر وزارة العدل الآن في تغييرات هيكلية جذرية تتمثل في التالي: تجريد كروم، وحظر الصفقات الافتراضية مع أبل، إضافة لفرض مشاركة البيانات مع منافسي البحث. قد تكون تنافسية (ألفبت) في الذكاء الاصطناعي التي شحذت هيمنتها البحثية تقع مباشرة في مرمى المنظمين. تقع أعمال التقنية الإعلانية للشركة على خط النار أيضا. في أبريل، حكم قاض اتحادي بأن غوغل تحتفظ باحتكارات غير قانونية في كل من أسواق تبادل الإعلانات وخوادم إعلانات الناشرين. ستكشف جلسة استماع منفصلة قريبا عن معالجات القضية التي يمكن أن تشمل تقسيم الأجزاء الرئيسة من إمبراطوريتها الإعلانية. (ألفبت) جذابة، ولكن الملاحقات تزيد والتدقيق يشتد كثافة. خارج الولاياتالمتحدة، تواجه (ألفبت) تحديات مماثلة. حذرت المفوضية الأوروبية في مارس من أن غوغل ربما انتهكت قانون الأسواق الرقمية من خلال تفضيل خدماتها الخاصة والحد من المنافسة. في الهند، فرضت تغييرات هيكلية على تلفزيون أندرويد، كما فتحت الصين تحقيقا في مكافحة الاحتكار يركز على ممارسات سوق أندرويد أيضا. المفارقة الصارخة أن تضطر الشركة التي تتسابق لبناء المستقبل إلى تفكيك البنية التحتية التي مكنت من نجاحها السابق. بنيت طموحات غوغل السحابية والذكاء الاصطناعي على البيانات التي جمع الكثير منها من خلال المنصات المهيمنة التي تقع الآن تحت التهديد القانوني. تحول (ألفبت) تقني ووجودي على حد سواء. هل يمكنها قيادة ثورة الذكاء الاصطناعي دون الاعتماد على الممارسات الاحتكارية التي عرفت بها؟ أم أن التنظيم، الذي طال انتظاره، سيصبح القوة الوحيدة القادرة على إعادة تشكيل ليس سلوك الشركات التقنية الكبرى فقط، بل نماذج أعمالها أيضا؟ الفصل التالي من الذكاء الاصطناعي لن يكتب في المعامل فقط، إنما في قاعات المحاكم.