كنت بالأمس ضيفة على صالون ضاد الأدبي في صالون المهرة الثقافي بمقهى جلوريال فينيو بالتعاون مع مبادرة الشريك الأدبي. شكراً للصديقة العزيزة التي أشرفت على الدعوة والتي أدارت الحوار الأستاذة أمل عطية، عرفت أمل في بداياتي، كانت مهتمة بالكتابة وبعالم الكتاب والمثقفين كما كنت يومها، فرقتنا الأيام والتقينا مجدداً، وما انطفأ اهتمامها بهذا العالم، انضمت إلى عالم صالون ضاد وصارت فاعلة في نشاطاته. وكنت سعيدة بالدعوة والمشاركة في هذه الأمسية الجميلة التي التقيت فيها بالناس المهتمة بالكتابة والكتاب وأعطتني من وقتها لتستمع لي أتحدث عن نفسي وعن آرائي في مختلف الأمور الإبداعية. قبيلة الكُتّاب، سمعت هذا التعبير أول مرة من المثقف الذي يعرفه غالبية الكتّاب المصريين ولا يعرفه غالبية الكتّاب غير المصريين والذي كنت أعده أبي، إبراهيم منصور، وهو تعبير صادق جد وواقعي جد، وإذا آمن به الكتاب تخلصوا من أوهام كثيرة، نحن الكتّاب ننتمي إلى هذه القبيلة، نهتم بأمور الكتابة، ونتابع ما يصدر من كتب، ونتابع بعضنا، والقراء المهتمون أيضاً يمكن أن نضمهم للقبيلة، بمعنى أن علينا أن نعرف أن الاهتمام بهذه الأمور، ليس شيئاً بديهياً، وليس أمراً مفروضاً على كل البشر، وأن دودة الكتابة ليست موجودة عند كل الناس، لذلك حين تجتمع بالناس الذين لديهم هذا الاهتمام، تشعر بالانتماء، وتفرح، لأننا على اختلافاتنا، نحب أن نجتمع بالناس الذين يشبهوننا، الذين لديهم نفس اهتماماتنا، والذين يطرحون الأسئلة التي تفكر أنت نفسك بها طوال الوقت. وما أفكر به الآن، وما يشعر به معظم أفراد القبيلة، هو أن القبيلة تفككت، تشتت أفرادها، لم نعد نعرف أنفسنا، لم يعد هناك طريقة نعرف بها ما هي الوجهة، أو من الأفراد التي انضمت إلينا، أو ما هي آخر الإصدارات المهمة أو من هو الكاتب الفذ الجديد. أنا كنت من جيل محظوظ، جيل كانت الملاحق الثقافية التي يشرف عليها كتاب رائعون هي التي تمنحك جواز المرور، إذا كنت كاتباً جيداً نشروا لك، أنت تقيّم نفسك من خلال النشر في تلك الصحف والمجلات في ذلك الوقت. وفي وقت بعدها كان هناك منتديات ثقافية فاعلة ومهمة، أثرت الساحة بأسماء كتاب مهمين. اليوم، لم يعد هناك بوصلة، لم يعد هناك مكان تجتمع فيه القبيلة، ودور النشر لا تلعب هذا الدور، والسوشيال ميديا لا تلعب هذا الدور، وانتشار كاتب من خلال عدد المبيعات ليس دليل جودة، ما هو الحل. هذا أكبر سؤال يواجه المثقف اليوم، ولا أعرف إذا كان هناك حل، لكني أطرحه عليكم، لأنه يؤرقني، وأتمنى أن يؤرقكم مثلي حتى نجد الحل.