تلعب الحالة النفسية دورًا جوهريًا في تحقيق النجاح بجميع جوانبه سواء كان في الحياة المهنية، أو الاجتماعية، أو حتى الشخصية، ومن جانب آخر تتجلى هذه الحالة بشكل أكبر على فئة كبيرة من طلبة البكالوريوس، حيث يمرون بتقلبات قد تقفز بهم إلى مستوى أكاديمي عالٍ، أو تنحدر بهم إلى مستوى منخفض وفق التعامل الذي يقوم به الطالب تجاه الحالة. وقالت دُنا السويح -اختصاصية نفسية-: يتأثر الطلاب نفسيًا أثناء تعرضهم للضغوط الأكاديمية، وتحديدًا خلال فترات الامتحانات، فالإجهاد المستمر يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول -Cortisol hormone- وهو هرمون التوتر، ما ينتج عن ذلك قلق مفرط وصعوبة في التركيز بسبب الخوف من نتائج الدراسة، مع اضطرابات النوم كالأرق، نتيجة كثرة التفكير أو الخوف من الفشل، بالإضافة إلى المشكلات الجسدية المرتبطة بالإجهاد مثل الصداع، واضطرابات الجهاز الهضمي، وتدني مستوى الدافعية أو الشعور بالإرهاق، مما قد يؤدي إلى الاحتراق الأكاديمي -Academic Burnout- وتقلبات المزاج، والشعور بالإحباط أو بعدم الكفاءة. وأضافت: يمكننا أن نلاحظ تأثر الطلبة نفسيًا من خلال مجموعة من العلامات العاطفية التي تتجلى في سرعة الانفعال أو القلق، ونوبات البكاء المتكررة ومشاعر الإحباط أو اليأس، مضيفةً أنه من الناحية السلوكية قد تظهر علامة الانسحاب من الدائرة الاجتماعية، وفقدان الاهتمام بالأنشطة، أمّا من الناحية الجسدية فالإصابة بالصداع المستمر واضطرابات الجهاز الهضمي والتعب المستمر، وأخيرًا من الناحية الأكاديمية تراجع الأداء الدراسي وضعف التركيز ونسيان المعلومات بسهولة، ذاكرةً أنه إذا ظهرت هذه العلامات بشكل مستمر فمن الضروري التعامل معها بجدية لتجنب تأثيرها السلبي على الصحة النفسية والإنجاز الأكاديمي. ونصحت: يمكن تتبع استراتيجيات علمية مثبتة منها تقنية «البومودورو» التي تعني الدراسة لمدة 25-50 دقيقة تليها استراحة قصيرة لتعزيز التركيز، والتنفس العميق والتأمل مثل تمارين التنفس البطيء أو التأمل لما يقلل من مستويات التوتر، مع تمكين الهدوء والاسترخاء النفسي، بالإضافة إلى تنظيم الوقت من خلال وضع خطة دراسية متوازنة تمنع التراكم المفاجئ للمذاكرة، يليها النشاط البدني من ممارسة التمارين الرياضية أو أي نشاط بدني لتعزيز إنتاج الإندورفين، حيث يساعد ذلك على تحسين المزاج، لافتةً إلى أهمية التغذية والنوم الجيد لمدة 7-9 ساعات يوميًا وتناول وجبات غنية بالبروتين والفيتامينات، وهو ما يدعم الأداء الذهني، مع إعادة تأطير التفكير السلبي واستبدال الأفكار مثل «سأفشل» ب»لقد بذلت جهدي وسأحقق الأفضل»، ومثل «لن أحصل على درجة مرتفعة» ب»أعلم بأنني أستطيع وسأبذل قصارى جهدي للحصول على العلامة كاملة». وشدّدت على ضرورة الدعم الأسري في التعامل مع الأبناء أثناء تعرضهم للضغوط الأكاديمية قائلة: يلعب دورًا محوريًا بتشجيع الأبناء وطمأنتهم والاستماع لهم دون التقليل من مشاعرهم، بالإضافة إلى تهيئة بيئة مريحة وتوفير مكان هادئ للدراسة بعيدًا عن مصادر التشتت، وتقديم المساعدة العملية مثل مساعدتهم في تنظيم وقتهم أو تذكيرهم بأوقات الراحة، والتقليل من التوقعات غير الواقعية من خلال التركيز على الجهد بدلًا من النتائج، مما يقلل القلق من الفشل، إلى جانب تشجيعهم على العادات الصحية وتذكيرهم بأهمية النوم الجيد، التغذية المتوازنة، والتمارين الرياضية. وختمت بقولها: رسالتي إلى الأسر، أنتم الداعم الأول لأبنائكم في طريق الحياة، وهم حصاد ما تزرعون، فاحتضنوا أحلامهم وإن خاطبتهم الحياة بصرامة، لتكن كلماتكم أول ملجأ لطمأنتهم، فوجود دعم أسري قوي يساعد الطلبة على التغلب على هذه المشكلات مما يجعلهم أكثر قدرة على مواجهة التحديات الأكاديمية بثقة ومرونة.