عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن خيبة أمله من رد فعل السفارة الأميركية على الضربة الصاروخية الروسية التي أسفرت عن مقتل 18 شخصا، بينهم تسعة أطفال، في مسقط رأس زيلينسكي في كريفي ريه السبت. ويلتزم زيلينسكي بالحذر في انتقاد واشنطن علانية منذ اجتماعه العاصف في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في فبراير. وكتب زيلينسكي امس على منصة إكس أن عدة سفارات في كييف نددت بهجوم الجمعة وحملت روسيا مسؤوليته. وأضاف أن الرسالة الصادرة عن السفارة الأميركية لم تتضمن أي إشارة إلى روسيا في التنديد بالهجوم. وكتب زيلينسكي باللغة الإنجليزية «لسوء الحظ، جاء رد فعل السفارة الأميركية مخيبا للآمال بشكل مفاجئ. دولة بمثل هذه القوة، وشعب بمثل هذه القوة، لكن رد الفعل ضعيف جدا».ذوأضاف «إنهم يخافون حتى من قول كلمة 'روسي' عندما يتحدثون عن الصاروخ الذي قتل الأطفال». وأشاد زيلينسكي لاحقا خلال كلمته المسائية المصورة بأولئك الذين «قالوا الحقيقة بوضوح وبشكل مباشر» فيما يتعلق بهذا الهجوم. وقال «الصمت على حقيقة أن روسيا تقتل الأطفال بالصواريخ الباليستية هو أمر خاطئ وخطير... هذا يشجع المجرمين في موسكو على مواصلة الحرب وتجاهل الدبلوماسية. الضعف لم ينه أي حرب». وكتبت السفيرة الأميركية بريدجيت برينك عن هذه الغارة على منصة إكس قائلة «أشعر بالفزع جراء سقوط صاروخ باليستي الليلة بالقرب من ملعب ومطعم في كريفي ريه. أصيب أكثر من 50 شخصا وقتل 16، بينهم ستة أطفال. لهذا السبب يجب أن تنتهي الحرب». من جانب اخر رحّب الرئيس زيلينسكي ب»التقدم الملموس» و»التفاصيل الأولية» بشأن نشر قوة أوروبية على أراضي بلاده إذا ما تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وذلك غداة زيارة رئيس أركان الجيش الفرنسي ونظيره البريطاني إلى كييف. وقال زيلينسكي «ثمة تقدم ملموس وتفاصيل أولية بشأن كيفية نشر قوة أمنية شريكة»، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وتقترح فرنسا وبريطانيا نشر قوة تشارك بها دول أوروبية في أوكرانيا لضمان منع استئناف الحرب بمجرد تطبيق وقف إطلاق النار. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت عبر منصة إكس «نواصل مناقشاتنا بشأن الدعم طويل الأمد للشعب الأوكراني». وشكر زيلينسكي «المملكة المتحدةوفرنسا على قيادتهما»، قائلا «هذا النوع من العمل المشترك، عندما يركز الجميع على نتيجة قوية، هو الذي يساعد في تحقيق سلام موثوق ودائم في أوكرانيا». وأسفرت هجمات بالصواريخ وبالطائرات المسيّرة شنّتها روسيا على مناطق في أوكرانيا صباح الأحد الى مقتل شخصين، أحدهما في كييف حيث أصيب كذلك ثلاثة بجروح، بحسب ما أعلنت السلطات. وأتت الضربات بعد يومين من مقتل 18 شخصا بينهم أطفال في ضربة طالت مسقط الرئيس زيلينسكي. وقالت النائبة الأولى لرئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدنكو «في الساعات الأولى من هذا الصباح الأحد، شنّت روسيا هجوما هائلا على امتداد مساحة أوكرانيا، باستخدام صواريخ بالستية وصواريخ كروز ومسيّرات». وسمع في كييف دوي انفجارات خلال الليل، وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد من المدينة في وقت مبكر صباح الأحد. وأسقطت الدفاعات الأوكرانية الجوية 13 من أصل 23 صاروخا و40 من 109 طائرات مسيرة أطلقتها روسيا في هجوم أثناء الليل. وأضافت أن 53 طائرة مسيرة فُقدت، في إشارة لاستخدام الجيش الأوكراني أساليب التشويش الإلكتروني من أجل تغيير مسار تلك الطائرات. إلى ذلك أعلنت قيادة العمليات بالقوات المسلحة البولندية أن طائرات بولندية وحليفة أقلعت في ساعة مبكرة من صباح الأحد لضمان سلامة المجال الجوي البولندي بعد أن شنت روسيا غارات جوية استهدفت غرب أوكرانيا. وأضافت القيادة على منصة إكس «تهدف هذه الخطوات إلى ضمان الأمن في المناطق المجاورة للمناطق المعرضة للخطر». وكانت القوات الجوية الأوكرانية أطلقت تحذيرا من احتمال وقوع هجمات صاروخية روسية وظل التحذير قائما في جميع أنحاء أوكرانيا حتى الساعة 0200 بتوقيت غرينتش.