أعلنت أوكرانيا الاثنين أنّ قواتها اخترقت خطوط الدفاع الروسية باستعادتها قريتين قرب مدينة باخموت المدمّرة في الجبهة الشرقية، في حين وصل رئيسها فولوديمير زيلينسكي إلى الولاياتالمتحدة، حيث سيشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أن يلتقي نظيره الأميركي جو بايدن، وتأتي هذه التطوّرات في حين تثير قضية عبور صادرات الحبوب الأوكرانية التي تفرض روسيا حظرا على شحنها عبر البحر الأسود توتراً بين بروكسل وكييف وجاراتها في الاتحاد الأوروبي، وقالت أوكرانيا الاثنين إنها تقدّمت بشكوى قضائية أمام منظمة التجارة العالمية ضد كل من بولندا وسلوفاكيا والمجر بسبب حظر هذه الدول استيراد الحبوب الأوكرانية خلافاً لقرار المفوضية الأوروبية رفع هذا الحظر. ميدانياً، كثفت القوات الأوكرانية التي باشرت في مطلع يونيو هجومًا مضادًا لا يخلو من صعوبات على الخطوط الروسية المحصنة، عملياتها على مدى الأسبوعين الماضيين، واستعادت قرية روبوتيني في الجنوب، ثم قرية أندرييفكا في الشرق. ويوم الأحد، استعادت قرية كليشتشييفكا المجاورة بعد أشهر من القتال، وفي خضمّ هذا التقدّم، أعلن قائد القوات البرية في الجيش الأوكراني الجنرال أولكسندر سيرسكي الاثنين أنه "تم اختراق خط دفاع العدو"، وأضاف سيرسكي أنّ القريتين الصغيرتين "كانتا عنصرا مهما في خط الدفاع الروسي" في محيط باخموت، وأكد أن ثلاثة ألوية تابعة للجيش الروسي "دُمِّرت وفَقدت قدرتها على القتال بالكامل" في المعارك بالقرب من باخموت. وأقرّ الجنرال بأنّ "الوضع العام في المنطقة الشرقية ما زال معقّدا" و"القتال العنيف مستمر بالقرب من باخموت". وفي منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا) قال زيلينسكي إنّه "فخور" ب"كل الأبطال على خط الجبهة". وشنت طائرات مسيرة روسية هجمات جوية على مدينة لفيف، غربي أوكرانيا، صباح الثلاثاء، حيث لقي شخص حتفه وأصيب اثنان بجروح إثر حريق اندلع جراء هجمة بطائرة انتحارية مسيرة، بحسب السلطات المحلية. وعقّب الرئيس فولوديمير زيلينسكي على منصة "إكس" بقوله "محاربونا، أبطالنا على الخطوط الأمامية. أنا فخور بكل واحد منهم. وأنا ممتن لكل لواء على ما يبديه من بأس!". ودمرت الحرب هذه البلدات التي لم يكن عدد سكانها قبل الحرب يتجاوز بضع مئات. واستمرت كذلك الهجمات بعيدًا عن الجبهة، وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 24 طائرة بدون طيار و17 صاروخًا في هجمات ليلية جديدة، وأضافت أن سلاح الجو الأوكراني أسقط منها 18 مسيّرة و17 صاروخًا. من جانبه، قال الجيش الروسي في تقريره اليومي أنه قصف مواقع تخزين في أوكرانيا لصواريخ ستورم شادو وذخائر اليورانيوم المنضب، وهما نوعان من الأسلحة قدمتهما لها لندن، وفي سياق هجمات صارت شبه يومية، أعلنت روسيا ليل الأحد الاثنين أنها أسقطت عدة طائرات مسيّرة أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها وفي أجواء منطقة موسكو، وفوق بيلغورود وفورونيج القريبتين من الحدود مع أوكرانيا. من جانبها، قالت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك، معقل الانفصاليين في شرق أوكرانيا، إن غارة أوكرانية ألحقت أضرارا بمبنى البلدية. وأظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي أعمدة كبيرة من الدخان تتصاعد من المبنى. وفي روسيا، أعلنت الأجهزة الأمنية أنها ألقت القبض في منطقة عند الحدود مع أوكرانيا على عضوين في جماعة مسلحة موالية لأوكرانيا كانا "يعدان لأعمال تخريبية". وأعلنت كييف الاثنين أنها تقدّمت بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي هي بولندا وسلوفاكيا والمجر لتمديدها حظراً تفرضه على واردات الحبوب الأوكرانية، رغم قرار بروكسل برفع القيود، وقالت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدنكو في بيان "من المهم للغاية لنا أن نثبت أنه لا يمكن لدول أعضاء حظر استيراد سلع أوكرانية بشكل منفرد" مضيفة "لذا تقدمنا بشكاوى ضدها". لكنّ بولندا سارعت للتأكيد على أنها ستبقي على الحظر بعد الشكوى. وقال الناطق باسم الحكومة بيوتر مولر عبر "بولسات نيوز" "نتمسك بموقفنا. نعتبر أنه صائب وهو نتاج تحليل اقتصادي وسلطات مستمدة من الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي.. لا تقلقنا الشكوى أمام منظمة التجارة العالمية". من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الألمانية الاثنين أن برلين ستوفر لكييف حزمة مساعدات جديدة بغالبيتها عسكرية، تبلغ قيمتها 400 مليون يورو، على مشارف اجتماع لحلفاء أوكرانيا في ألمانيا. وأوضحت الوزارة أن هذه المساعدات الجديدة تشمل خصوصا أنواعا مختلفة من الذخائر. وغادرت سفينة شحن محملة بالقمح ميناءً أوكرانيّا على البحر الأسود رغم التهديد الروسي بالتعامل مع السفن المدنية هناك كأهداف عسكرية محتملة، على ما أعلن وزير البنى التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف الثلاثاء. وأطلقت موسكو هذا التحذير بعدما أوقفت العمل هذا الصيف باتفاق توسطت فيه الأممالمتحدة وتركيا يتيح لأوكرانيا تصدير حبوبها عبر البحر الأسود، لكن كييف أنشأت ممرا بحريا استخدمته الكثير من سفن الشحن، وقال الوزير على منصة "إكس" إن "السفينة ريزيلينت آفريكا المحملة بثلاثة أطنان من القمح غادرت ميناء تشورنومورسك وهي تتجه نحو مضيق البوسفور" فيما تتحدى أوكرانيا التهديدات الروسية من خلال سعيها لإنشاء ممرات بحرية لتصدير إنتاجها الزراعي، وأوضح أن السفينة دخلت الميناء الأوكراني قبل أسابيع عبر الممر الذي أنشئ حديثا، بالإضافة إلى سفينة أخرى قال الوزير إنها ستبحر قريبا متوجّهة إلى مصر.