منذ تأسيس الهلال وبزوغ فجره لم يكن مجرد نادٍ يجمع البطولات بل كان مدرسة في الاستقرار والهدوء، حيث كانت خلافاته تُحل بعيدًا عن الأضواء ليظل تركيز الفريق منصبًّا على تحقيق الإنجازات. لكن ما يحدث اليوم مختلف تمامًا، فالهلال الذي اعتدنا على رؤيته متوجًا صعّب على نفسه عادته المسجلةب اعتلاء منصات التتويج، فبعد الخروج من كأس الملك، ها هو يبتعد عن المتصدر في دوري روشن، ليس بسبب ضعف العناصر أو قلة الإمكانيات بل لأن الضجيج أصبح أعلى من الأداء والخلافات الإدارية طغت على طموح الفريق، مهما خبنا إلا أن المشهد واضح، من خلال بيانات النادي وتصريحات المؤتمرات الصحفية، فأين المشكلة؟ الهلال لا ينقصه النجوم ولا يعاني من ضعف فني، فالفريق يضم محترفين مميزين ومدربًا لديه خبرة، ومع ذلك بات معشوقنا باهتاً! البعض قد يقول: إن اللاعبين تشبعوا بالبطولات لكن الحقيقة أن لاعب الكرة لا يشبع من الانتصارات، كما أن العاشق الهلالي معتاد على التتويج وليس على التراجع. ولو كان الإخفاق خارجيًا لقلنا إن المشكلة في قوة المنافسة أو ضعف دورينا وإدارته، لكن الخلل يبدو داخليًا ومرتبطًا بعدم استقرار الأجواء الداخلية والإدارية. جماهير الهلال لم تتعود على موسم يمر دون لقب محلي ومن الطبيعي أن تبحث عن الأسباب. ولكن في ظل الفوضى الإدارية يبدو أن الحل ليس فقط في تحسين الأداء الفني بل في إعادة ترتيب البيت الهلالي والعودة إلى نهج الهدوء والعمل بصمت كما كان دائمًا. وعلى صناع القرار في الهلال أن يدركوا أن المرحلة الحالية تتطلب إعادة النظر في الأولويات، فالكيان يجب أن يكون فوق كل الأسماء والخلافات. وإذا كان الحل في انسحاب بعض الشخصيات من المشهد لمصلحة النادي فلا يجب أن يكون ذلك خيارًا صعبًا، حتى لو كانوا يعتقدون أنهم على حق فالهلال لم يكن يومًا نادياً للصراعات بل نادياً للبطولات، وإذا لم يعد الهدوء فقد يستمر الإخفاق وهذا ما لا يقبله الهلالي أبدًا، فهو لا يريد أن يستمع في نهاية المطاف صوت المدرج وهو يردد: "لا دوري ولا كأس". سعود الضحوك - الخرج