لا يظهر أن عشاق الكيان الهلالي قد أشبعوا نهمهم البطولي، باللقبين الأخيرين اللذين تحققا في غضون الثلاثة أشهر الماضية، إذ أن المطالب تتواتر والأماني تتواصل بكسر عناد الحظ الآسيوي والعودة إلى منصات التتويج من جديد، وفيما يحتفل الهلاليون بمرور 58 عاما على تأسيس ناديهم وتفوقهم على بقية أندية القارة بتحقيقهم 56 لقبا، يتبادر إلى الذاكرة ثمة أسئلة حول الموعد المتوقع لعودة الأزرق لاعتلاء العرش القاري وتحقيق لقب دوري أبطال آسيا، وهل سيطول غيابه عن منصات أعرق بطولات القارة والتي حققها لآخر مرة قبل 13 عاما تقريبا، هذه الأسئلة استقبلها عدد من الهلاليين وأجمعوا على جملة عوامل من شأنها أن تعيد الأزرق إلى القمة الآسيوية: 1 الثقة والحذر يرى النقاد أن على المجموعة كاملة أن تستعين بالتفاؤل والثقة من جهة دون أن تغفل الحذر من الخصم. يقول رئيس نادي الطائي السابق خالد العجلان: الهلال وبحسب المستويات التي يقدمها حاليا قادر على العودة لزعامة القارة، إذ يقدم مستويات فى الآونة الأخيرة أكثر من رائعة، لديه مجموعة عناصر متجانسة ويسير خلفه جيش من المحبين والخبراء العاشقين، ولعل في التئام شمل قدامى الهلال بنجومه الحاليين لا ينم عن وفاء إدارة الهلال لنجومها السابقين الذين أحرزوا العديد من البطولات والإنجازات فحسب، بل هي رسالة إلى أن الكل سيلتف حول الهلال ربح آسيا أو خسرها ما ينعكس إيجابيا على الجيل الحالي الطموح. 2 الأداء الجماعي يرى الناقد عبدالعزيز الخالد أن الجماعية سمة تميز بها الفريق هذا الموسم، وقد يتكون ورقة رابحة للكسب والمضي بعيدا في البطولة، وعلق بالقول: فنيا الهلال مقنع تماما ويلعب بجماعية واضحة وتتضح بصمة المدرب في عطاءات الفريق وتحقيق بطولتين هامتين من أمام المنافس التقليدي يؤكد على صلابة الفريق ووجود البديل الجاهز والمنافس مما أعطى المزيد من التحدي داخل الملعب بين اللاعبين. 3 تناغم فني وإداري يحسب للهلال أنه واحد من أهم الأندية التي تتسم بتناغم فني إداري بشكل مستمر، وهذه المرة تحديدا تبدو الصورة أكثر وضوحا بوجود الأمير نواف بن سعد واليوناني دونيس وكلاهما يحظيان بشعبية جيدة في المدرج الأزرق، يقول الناقد سامي اليوسف زعيم الكرة السعودية لم يبتعد عن البطولات، ولم تغب شمسه عنها حتى ننتظر عودته إليها ولعل لقب كأس الملك ولقب كأس السوبر خير دليل، المستوى والنتائج منذ تسلم المدرب اليوناني الخبير دونيس في منحنى تصاعدي، يزيد من ذلك الاستقرار الاداري والمناخ العام الذي بات يسيطر على أجواء النادي عموما وفريق كرة القدم خصوصا. 4 التركيز على الميدان الناقد الرياضي سلطان المهوس يقول: إن أخطر ما يواجه الهلال هو انتقال اهتمامه من داخل الملعب إلى خارجه بوهم المؤامرات والتحكيم وغيرها من الامور حتى بات الأمر أشبه بالفيروس الذي عطل عودة زعيم آسيا الكبير نادي الهلال إذ منذ دخوله جماهيريا وإداريا وإعلاميا بصراعات خارج الملعب والتوتر والانفعال سمة بارزة تغلف أدائه الفني وتعامله الإداري أيضا جعل الفريق خارج حسابات العودة الحقيقية للمنجزات الخارجية. ومضى يقول: متى ما تخلص الهلاليون من وهم المؤامرات فيلعبون بهدوء وسيفوزون بالمنجزات فالمؤامرات لا يمكن أن تظل لأكثر من عشر سنوات تلاحق فقط الهلال، الزعيم يحتاج لوقفة صادقة وشفافية واضحة لكي يلعب كفريق بطل حقيقي. 5 الهدوء والتركيز يرى نجم الهلال السابق أحمد خليل أن تجديد عقد المدرب دونيس والتعاقد مع اللاعبين البرازيليين هما ضربتا معلم اعادت الفاعلية لهجوم الأزرق، لافتا إلى أن العمل الذي تقوم فيه الادارة كبير يوازي جهد المدرب في الميدان، وقال: بالتركيز والهدوء سيعود الهلال للبطولات القارية، شرط أن يستمر العمل على هذه الوتيرة إلى نهاية الموسم لأن التعثر في بطولة ليس نهاية المطاف.