بغض النظر عن ضربة الجزاء المشكوك في صحتها والهدف الهدية ، فقد كان فريق النصر جديرا بانتزاع كأس ولي العهد عطفا على الأداء الجيد وكذلك الروح العالية للاعبيه والتي كانت سببا كبيرا بعد الله في تحقيق هذا الإنجاز النصراوي الذي طال انتظاره، هذه الروح العالية لاشك أنها تعكس الإعداد النفسي المتميز للفريق قبل أن يواجه غريمه الهلال، لذا حُق علينا أن نبارك لكل منتمٍ لنادي النصر تحقيق هذه البطولة الغالية التي أعادت فريقهم للمنصات كأبطال بعد سنوات عجاف..! لقد بذل النصراويون كل ما في وسعهم من الغالي والنفيس من أجل استعادة أمجاد الفريق السابقة حتى نالوا ما تمنوا فهنيئا لهم ذلك. أما عن فريق الهلال .. فإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الوصول إلى القمة صعب ولكن المحافظة عليها أصعب - كما يُقال - فسنكون على يقين تام أن مهمة فريق الهلال لم تكن سهلة مساء السبت الماضي وهو يبحث عن الحفاظ على لقب كأس ولي العهد للعام السابع على التوالي وأمام منافسه التقليدي ومتصدر الدوري حتى الآن بفارق ست نقاط، كل هذه العوامل لاشك أنها كانت تشكل عائقا كبيرا أمام الفريق الهلالي، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أيضا أن الفوز والخسارة واردان في عالم كرة القدم وأن أعتى الفرق وأقواها قد تتعرض للخسارة وهي تقدم أفضل مستوياتها إذ قد يُجانبها التوفيق فتخفق رغم الأداء المتميز مثلما حدث للهلال نفسه في لقائه مع فريق الرائد في الدور الأول من دوري عبداللطيف جميل، ولو حدث ذلك بالفعل لقلنا إن خسارة الهلال أمام النصر وبالتالي فقدان لقبه أمر مقبول وسنقول أيضا هذا حال كرة القدم، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، إذ غاب هلال البطولات ذلك المساء بل وتوارى تماما بعد مضي الثلث الأول من الشوط الأول .. لقد غاب الهلال ولم يعد بتلك الصورة الفنية التي بدأ فيها اللقاء والتي أخفت منافسه تماما.. لقد كانت بداية الهلال مرعبة.. ولكن ما الذي حدث..؟ ومن حجب الهلال تلك الليلة بعد أن كان متجليا في بدايتها..؟ من الخطأ أن ينساق الهلاليون وراء شماعة التحكيم وأن احتساب ركلة الجزاء كان السبب وراء خسارتهم للقب ، فقبل أن يأخذوا بقول كهذا عليهم أن يتساءلوا: هل كان الفريق جديرا بالفوز..؟ هل قدم اللاعبون مهر البطولة داخل الملعب..؟ هل كانوا على قدر كبير من المسئولية..؟ بالطبع لا وألف لا .. والواضح أن تماما أن الفريق لم يكن معدا أو مهيأ لهذه المباراة من الناحية المعنوية، وإلا ما سر غياب الروح لدى اللاعبين وقد ظهروا وكأنهم يلعبون (بدون نفس) إذ طغت الفردية على ألعابهم والتمريرات الخاطئة بالإضافة لثقل الحركة على عكس نظرائهم. ولا يختلف اثنان من أن فريق الهلال يملك ترسانة من النجوم ولديهم القدرة على هزيمة أي فريق وأعني بالتحديد الفرق المحلية وقد شاهدنا كيف كان مستوى الأداء وتفوق اللاعبين في بدايات المباراة وهذا دليل أن الفريق يمتلك عناصر قادرة على الإبداع والتميز ولكن ما الذي حدث..؟! ، لقد كانت مباراة كهذه بمكانتها وأهميتها تحتاج لتهيئة اللاعبين وإعدادهم من الناحية المعنوية ، وفيما مضى كانت هذه ميزة وسمة هلالية وكأنها اختفت في الأعوام الأخيرة فالتهيئة الفنية وحدها لا تكفي بل إن المعنوية هي الأهم، وهذه بالطبع مسئولية تقع على عاتق الجهاز الإداري وتتحمله إدارة النادي بالدرجة الأولى حتى وإن أوكلت كل شيء لمدرب الفريق سامي الجابر، فيما توارت -هي- عن الأنظار تاركة أمور الفريق بقضها وقضيضها لسامي الجابر بحيث لم يعد لها أي دور في هذا الجانب .. وإن كانت إدارة الهلال تظن أنها بمنأى عن المسئولية بحكم أنها أوكلت كل شيء للمدرب سامي وأن هذا التوجه بناء على طلب سامي شخصيا فقد جانبها الصواب، فالإدارة هي المسئولة أولاً وأخيراً عن كل شيء لأنها صاحبة القرار وهي الآمر الناهي في النادي وعليها أن تتخذ القرار الأفضل والأنسب، ومثلما سينسب لها نجاح المدرب، سينسب لها فشله أيضاً..!، وعلى إدارة الهلال أن تتدارك وضعها عاجلا وأن تعيد إستراتيجيتها في هذا الجانب تحديدا وأن لا تنأى بنفسها عن مسئولياتها الإدارية المتعلقة بشئون الفريق، ولتدرك تماما أن جماهير الهلال لن تقبل.. وأكرر هنا.. لن تقبل بأي حال من الأحوال الخسارة الثالثة على التوالي وفي موسم واحد من فريق النصر وهذه إذا ما حدثت في اللقاء القريب في إياب دوري عبداللطيف جميل، ستكون سابقة لم تحدث للهلال من قبل وستزلزل الكيان الهلالي بأكلمه..! على عَجَل ما سر غياب الخطاب الإعلامي الرسمي للهلال..؟! وهل يعقل أن كيانا كبيرا بحجم نادي الهلال لا صوت رسمي له..؟! متى يفيق من سباته العميق..؟! لاعبون في بعض الأندية لا يستلمون حقوقهم ورغم ذلك يحرثون الملعب عرضا وطولا، وفي الهلال ينالون مبالغ طائلة لكنهم يركضون بتثاقل ويلعبون بتعالٍ..! منذ بداية الدور الثاني والبرازيلي نيفيز لا يقدم تلك المستويات المؤثرة مثلما كان في الدور الأول، أخشى أن يتكرر له ما حدث لابن جلدته ويسلي لوبيز الذي هبط مستواه كثيرا بعد الدور الأول..! نيفيز وناصر الشمراني .. يجب أن يكونا أكثر تعاونا وهما أمام مرمى الخصم..! كيف تنجح لجنة الحكام الرئيسية وهي تعتمد كثيرا على حكام الصالات والملاعب الشاطئية..؟! على الزميل القدير خالد جاسم أن يتدارك برنامجه الناجح قبل أن يتحول إلى خط ستة آخر..! يبدو أن المراقب الآسيوي سعد كميل لم يشاهد مستوى الحكم محمد الهويش في لقاء النصر والعروبة وإلا لألغى زيارته للمملكة..! خاص .. سلطان الدعيع: كبار اللاعبين يخطئون ولو سألت والدك وعمك وهما خير قدوة لك، لأوردا لك أمثلة كثيرة .. فسر على بركة الله، فأنت أمل قادم للكرة السعودية .. وفقك الله.