في ظل التوسع الكبير في خدمات الدفع الإلكتروني والتقسيط الفوري، تشهد المملكة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الديون الشخصية بين الشباب، وذلك نتيجة الاعتماد المتزايد على الخدمات التي تتيح خيار "الشراء الآن والدفع لاحقًا". وعلى الرغم من أن هذه الخدمات توفر مرونة في الدفع ولا تشمل فوائد مالية مباشرة، إلا أنها قد تؤدي إلى تراكم الديون غير المخطط لها، مما يزيد من الأعباء المالية على المستخدمين. وأصبحت هذه الخدمات خيارًا شائعًا بين الشباب السعودي والمستهلكين الرقميين بشكل عام، حيث يتم استخدامها لتمويل مجموعة واسعة من المشتريات اليومية، بدءًا من الملابس والإلكترونيات وحتى الاشتراكات في النوادي الرياضية، وصولًا إلى تغطية نفقات الطعام والشراب. ومع ذلك، فإن الاعتماد المفرط على هذه الخدمات قد يعرض المستخدمين لضغوط مالية كبيرة نتيجة تراكم الديون. وفي هذا السياق، تبذل المملكة جهودًا كبيرة لتعزيز الوعي المالي بين الشباب، من خلال تفعيل برامج توعوية تهدف إلى تقديم إرشادات حول كيفية إدارة الإنفاق وتنظيم الالتزامات المالية. تأتي هذه الجهود في إطار النهضة الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها المملكة، والتي تسعى من خلالها إلى تعزيز الثقافة المالية لدى الأفراد، وتقليل الاعتماد على خدمات "الشراء الآن والدفع لاحقًا" غير الضرورية، وذلك لضمان استدامة النمو الاقتصادي وتحقيق الاستقرار المالي للجميع. وبهذه الخطوات، تسعى المملكة إلى بناء مجتمع مالي واعٍ وقادر على مواجهة التحديات الاقتصادية، مع الحفاظ على التوازن بين الاستهلاك والادخار، بما يضمن مستقبلًا ماليًا آمنًا للأجيال القادمة.